4- ثم يأتي ذكر علماء المذهب الإباضي، وفقهائه، وزعمائه، بالمشرق وبمصر ( الفقرة 17 إلى 18 ). ويلي ذلك أخبار تأريخية هامة بخصوص إمامين من أئمة الإباضية سبقا عبد الرحمن بن رستم الفارسي مؤسس دولة تاهرت وهما: أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، وأبو حاتم يعقوب بن حبيب الملزوزي ( الفقرة 19 ). وتتخلل هذه الأخبار أحاديث تعبر عن " فضائل البربر " ( ص121- 125 و131 ) وتقطع العرض التأريخي. ثم ترد " تسمية فقهاء أصحابنا " في مدينة القيروان وما حولها وفي مدينة طرابلس ( الفقرة 20 )، وبعدها " رسالة أبي عيسى الخرساني " إلى إخوانه المغاربة في عهد الإمامين عبد الوهاب وابنه أفلح ( الفقرة 21 )، وبه ينتهي ما لدينا من كتاب ابن سلام.
وما سبق من وصف عام لمحتويات النص يثبت وجود ما يشبه خطة عامة وشاملة من الممكن أن يكون المؤلف قد تبعها: وتهدف لإعطاء القارئ صورة واضحة، وحقيقة عن نشأة الإسلام وشرائعه، ووصف القواعد الأساسية التي تنظم حياة الفرد والمجتمع. ولا بد في هذا المجال أن يعرف المسلم ما هي الأسس والأصول لتلك المبادئ الدينية الحقة لكي يحفظها سالمة من التحريف والبدع. ولذلك يجب على المؤلف أن يعرف القارئ المؤمن بسلسلة أهم رواة الدين الذين حافظوا على تعاليمه وساروا على صراطه المستقيم، منتهيا بالمعاصرين الذين يمكن أن يقتدي بهم المؤمنون في جميع المسائل التي تعترضهم في حياتهم. والخلاصة، فإن نتيجة عرض التباين بين سيرة المسلمين الحقيقيين، وبين الذين ينتحلون الإسلام قولا مع انحرافهم عنه عملا ليست إلا عرضا لتأريخ الدعوة الإسلامية، أعني تأريخ الإباضية.
-------------------------------------
(1) - تظهر بعض فصول النص من خلال استعمال المداد الأحمر وأشرنا إليها بتقسيم النص إلى فقرات لكل واحدة منها رقمها، وعدا ذلك حددنا الفقرات حسب مضمونها كما سنشير إليه بالتفصيل
Sayfa 6