Bertrand Russell: Çok Kısa Bir Giriş
برتراند راسل: مقدمة قصيرة جدا
Türler
وذكر راسل أن فكرة الهزيمة على أيدي هؤلاء «غير محتملة»، وقال: «قررت أخيرا عن وعي وبلا ريب أنني يجب أن أؤيد ما هو ضروري لتحقيق الانتصار في الحرب العالمية الثانية، مهما كان تحقيق الانتصار صعبا، ومهما كانت عواقبه مؤلمة» (المرجع السابق).
وأدت النهاية المرعبة للحرب في المحيط الهادي - وذلك بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتين يابانيتين - إلى تنبيه راسل على الفور أن شيئا جديدا تماما قد دخل إلى المعادلة. وألقى خطبة وجهها إلى مجلس اللوردات في نوفمبر من عام 1945 حذر فيها أقرانه من الأخطار؛ ففي البداية كان يرى أن أمريكا ينبغي أن تستخدم تفوقها في الأسلحة النووية لإجبار الروس على عدم تطويرها. وقد فسر الناس ما قاله على أنه طلب من راسل بأن تشن الولايات المتحدة هجوما وقائيا بالقنابل الذرية على روسيا، ولكنه لم يقصد ذلك؛ إذ كان يرى وجود فرصة أمام الولايات المتحدة لتأسيس حكومة عالمية عن طريق تفوقها العسكري، وحثها على القيام بذلك. ومع أنه كان يرى أن أمريكا قد أخطأت في الكثير من الأمور، فقد كان يفضل موقفها الليبرالي والديمقراطي عموما على استبداد الاتحاد السوفييتي. وفي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ازداد عداء راسل للاتحاد السوفييتي، والذي كان كبيرا من قبل كنتيجة لزيارته إلى هناك في أوائل العشرينيات من القرن العشرين. ومن دلائل استيائه من حرب فيتنام بعد ذلك بخمسة عشر عاما فحسب أنه أصبح يشجب الأمريكيين بالعبارات العنيفة نفسها التي شجب بها السوفييت. ومع ذلك لم يكن ذلك التغير في موقفه مفاجئا؛ إذ تسببت المكارثية في الولايات المتحدة، والسياسة الخارجية الأمريكية العدوانية المعادية للشيوعية والمتأثرة بالمكارثية، في إقناعه بأن الأمريكيين يمثلون تهديدا أكبر على السلام من الاتحاد السوفييتي. وأسهمت أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1961 في تأكيد رأيه. وأصبح منذ ذلك الحين فصاعدا معاديا لأمريكا بكل تصميم.
أدى حدثان إلى تغيير نظرة راسل حيال موضوع الأسلحة الذرية؛ الأول: اقتناء السوفييت للقنبلة الذرية في عام 1949، ثم التفجير الذري التجريبي الذي أجرته بريطانيا في جزيرة بيكيني المرجانية الاستوائية في عام 1954. وقدم راسل كرد فعل للحدث الثاني برنامجا إذاعيا شهيرا أذيع في عيد الميلاد، عنوانه «خطر الإنسان»، حذر فيه بريطانيا والعالم من الأخطار الرهيبة التي أصبح الجميع معرضا لها في هذه المرحلة. كان هذا البرنامج الإذاعي نقطة تحول؛ إذ أرخ للبداية الحقيقية للحملات المناهضة لأسلحة الدمار الشامل. وصل راسل سيل من الرسائل. واستخدم راسل قوة الدفع التي نتجت عن برنامجه، فنظم عريضة دولية وقع عليها علماء مرموقون. ولم يكف قط عن مطالبة بريطانيا بأن تتخلص من أسلحتها النووية، وأكد أن من أسباب القيام بذلك تقديم مبادرة أخلاقية للدول الأخرى لتحذو حذوها.
في خمسينيات القرن العشرين تغيرت آراؤه المتعلقة بكيفية إدارة الخطر الذي أصبح العالم يواجهه في هذه المرحلة، وذلك حين زاد الموقف الدولي سوءا وباءت مساعيه بالفشل. أخذ راسل يكتب ويقدم برامج إذاعية ، فضلا عن العريضة التي قدمها نظم مؤتمرا جمع فيه علماء من كلا جانبي الستار الحديدي، وشارك في تأسيس «الحملة المؤيدة لنزع السلاح النووي» وأصبح أول رئيس لها. وحين تحطمت هذه الوسائل السلمية والمنطقية أكثر من مرة على صخرة التعنت الحكومي، اشتد يأسه؛ ومن ثم استقال من الحملة المؤيدة لنزع السلاح النووي، وانضم إلى «لجنة المائة» التي تتسم بقدر أكبر من العنف، التي شنت حملة عصيان مدني. وتسببت الحملة في صدور حكم بالسجن عليه للمرة الثانية، بعد الحكم الأول ب 42 عاما. وخلال كل ذلك لم يكن هناك مجال كاف للتنظير؛ لأن راسل شعر أنه لم يكن لديه وقت لذلك؛ بل ما كان ضروريا هو اتخاذ إجراءات فعلية.
في سنوات راسل الأخيرة انصب اهتمامه على حرب فيتنام. وكان في ذلك الوقت يحيط به آخرون استغلوا اسمه ووضعوه على مطبوعات وبيانات صحفية من الواضح - من أسلوبها اللغوي ومن لهجتها - أنها من المستحيل أن تصدر عنه شخصيا، وأخذ يهاجم الولايات المتحدة وتحديدا المنظومة العسكرية الصناعية والمخابرات المركزية الأمريكية، واتهمهما بالعدوان في فيتنام وبارتكاب جرائم حرب. واشترك راسل مع جان بول سارتر وآخرين في إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، بهدف محاكمة أمريكا على أنشطتها في فيتنام. رأى الناس آنذاك أن التهم التي وجهتها المحكمة إلى الولايات المتحدة كانت مبالغا فيها. وعند الكشف عن الملفات الحكومية الأمريكية لاحقا، اتضح أن الكثير من التهم صحيح.
يجمع بين معارضة راسل للحرب العالمية الأولى ومعارضته لحرب فيتنام اتساق ملحوظ من ناحية واحدة على الأقل. كان راسل يرى أن أيا من الحربين لم تكن تنطوي على خطر يهدد الخير، وأن الحربين كانتا تدفعهما أحط غرائز في البشر؛ وهي غرائز القسوة والحماقة والعدوانية، التي ما إن تتحكم في البشر حتى تبيح أي شيء: قصف النساء والأطفال بالقنابل، واستخدام المواد الكيماوية السامة، وإطلاق الدعاية السياسية والأكاذيب الموجهة للاستهلاك المحلي. ولا بد أن راسل قد اكتشف في نهاية حياته المديدة كم من المروع أنه فيما بين عام 1914 و1970 ازدادت أسلحة الحرب فتكا وتدميرا أكثر من أي وقت مضى، بينما لم يتبدل البشر مثقال ذرة.
هوامش
الفصل الخامس
تأثير راسل
إذا كنت ترغب في رؤية أثر راسل، فتلفت حولك وتأمل الفلسفة الموجهة إلى عامة الناس الصادرة باللغة الإنجليزية منذ السنوات التي تفصل الحربين العالميتين. وتأمل كذلك المنطق وفلسفة الرياضيات والمناخ الأخلاقي المختلف في العالم الغربي في القرن العشرين، والمحاولات الرامية إلى إعاقة انتشار الأسلحة النووية. يجب أن يشير التاريخ الكامل لأي من هذه الموضوعات إلى راسل.
Bilinmeyen sayfa