197

كان الزحام شديدا في المحطة رغم أننا كنا في الفجر. وكان الجو يميل إلى الحرارة، فخلعت سترتي وألقيتها فوق ذراعي. ووقفت إلى جوار طفلة معها عدة حقائب مغلقة في عناية وتتدلى من كل واحدة بطاقة تحمل الاسم والعنوان.

صعدنا إلى القطار. وسمعت المفتش يقول في أول العربة إن القطار سيتأخر عشرين دقيقة. أخرجت تذكرتي الذهاب والإياب ليراها. وأخرجت امرأة أربعينية تجلس أمامي تذكرتها ومعها ورقة مختومة. لعلها البطاقة المخفضة التي تمنحها النقابات.

خاطبني وهو يقرض تذكرتي قائلا:

جوتا ؟» ستغير في

إيرفورت . وأضاف كلمة أخرى لم أتبين منها غير رقم 2 وكلمة تأخير. كانت عيناه شديدتي الزرقة في وجه باسم. ويوجه لكل شخص تعليقا ضاحكا. وخطر ببالي أنه سلوك غريب، غير مألوف.

تأملت المرأة الجالسة أمامي. كانت أربعينية ممتلئة في سترة حمراء اللون ولها يدان جميلتان بأظافر مشذبة في عناية. ولم يكن بإصبعها خاتم. وكان حذاؤها أبيض اللون فوقه جورب به خط خفيف من التمزق، خصصته في الغالب للسفر وستبدله عند الوصول. ومعها طفل، لعله ابنها أو حفيدها، يمسك بمجلة مصورة على غلافها

ميكي ماوس

في رداء رعاة البقر، وفي حجره ترانزستور صغير الحجم (لعلها حصلت عليه من قريب لها في الغرب) طلبت منه أن يخفض صوته. ثم نشب بينهما خلاف عندما أرادت أن يظل المؤشر على محطة تأتي منها أغنية عن

برلين . ناولته سندوتشا صغيرا، التهمه بسرعة، وتبقى غلافه الورقي في يده، فأرشدته إلى سلة المهملات المعدنية المعلقة بيننا تحت النافذة. رفع غطاءها وألقى داخلها بالغلاف. ومدت المرأة يدها إلى ركن معين في حقيبتها فأخرجت كيسا من النايلون بداخله منشفة مبللة في حجم اليد مسحت بها يديه. وأعادت المنشفة إلى الكيس، ثم طوته بعناية ووضعته في نفس الركن من الحقيبة التي برز منها رأس أرنب ذي عينين زجاجيتين ووبر أصفر.

فكرت في الاستفسار من المفتش عما إذا كان هناك تغيير ما في خط السير، ثم عدلت عن ذلك عندما تصورت الصعوبات التي ستعترضني في اللغة.

Bilinmeyen sayfa