وقد رأينا ما يكون في القرنصة سمينا يلقي ريشه، وهذا شيء مليح ما يقف عليه كل أحد، وقد رأينا باشقا ناقصا لا يلقي ريشه وفيه سبب مليح، ونحن نذكر ذلك أجمع في كتابنا هذا، فأما السمين فأنك إذا نقصته ألقي، وذلك أنه يكون شحا منه على ريشه ومنها ما إذا كان سمينا ولم يلق فأحمله في السحر عشرة أيام وأطرحه فأنه يلقي إن شاء الله.
وأما الناقص الذي ذكرناه في القرنصة لم يلق ريشه فأسمنه، فأنه يلقي ريشه ولا يبقي عليه غريبة. وقد رأيت ما يصيبه في القرنصة الحر فلا يلقي ريشه، ودواؤه قريب مجرب، وهو أن تأخذ من البطيخ البرليسي واحدة، فتقور رأسها ثم تقبضه وتملأ زهركه ثلاثة أيام ولا تبالي أن يرده وأمسك عليه طعمه إلى إلا يبقى عليه شيء منه وأطعمه عند الظهر، وليكن نصف طعمه من بشتمازك خروف، ولا يكن من ماعز، فأنه يرده والسبب في رده أنه زفر.
ومما نعالجه به في الحر أيضا وهو باب لطيف أن تمنعه الماء ثلاثة أيام ثم تأخذ بطيخة فتعصر ماءها وتصفيه بغربال شعر، وتأخذ من البرود المقدم ذكره في هذا الكتاب خمس فتائل، فتدقها وتطرحها في ذلك الماء وتقدمه إليه، فأنه ساعة يرى الماء ينزل إليه ويشرب منه فأعمل به ذلك ثلاثة أيام فأنه كلما مر به يوم من شرب الماء نقص من شربه، فإذا مضى له عشرة أيام فأجعل له في سكرجة لبن ضأن، مع قليل من سكر مصري مدقوق، وأجعل عليه يسيرا من دهن البنفسج، وأطعمه البشتمازك سخنا يومين، فأنه نافع مبارك، فإذا صلح فأعمد إلى العصفور الطري فأطعمه منه عشرين يوما، فأن صلح على العصفور فالزمه وإن لم ينجب عليه فأنقله إلى ما نقوله من الطعم وهو الشفنين عشرة أيام فأنه يصلح عليه. وقد علمنا أن الشفنين ضار ولكنه لا يضره لما قد تقدم من البرود. وقد بلغنا عن طبيب أنه عالج من إسهال بما يسهل فقطع الإسهال. وقد وصفنا جميع ما أمكن. وهو مجرب
Sayfa 63