قال الآخر وقد بدا أثر الشراب في عينيه: الأستاذ تسبب في هرب واحدة. وهو الآن يريد أن يطفش الثانية.
قالت راندة: اطمئن. لن يحدث شيء من هذا.
وقامت من جانبي، فدارت حول الطاولات حتى وقفت أمام الشابين وقالت: أفسحا لي مكانا بينكما.
أطاع الاثنان في سرور، وقام صفوان فجلس إلى جواري. قرع كأسه بكأسي، ثم قال: الحرب الإيرانية العراقية أصابتني بضربة قاصمة ؛ فعندما قامت الثورة الإيرانية نشرت عنها عدة كتب، والنتيجة أن العراقيين قاطعوا كل كتبي، بل ورفضوا أن يدفعوا لي ما عندهم.
انضم إلينا شاب لبناني، أنيق الثياب، منتعش الوجه، يحمل حقيبة سامسونايت. وتهللت أسارير زوجة صفوان لرؤيته. وبدا قريب الشبه بصفوان وإن صغره في السن، وقدمه لي صفوان على أنه شقيقه.
تركت زوجة صفوان أرجيلتها، وقامت فأحضرت للشاب كأسا من الجين وطبقا من المزات.
سألته عما إذا كان يعمل في النشر بدوره، فبادرت زوجة شقيقه قائلة: يكفي واحد في هذه المهنة التعيسة.
وقال الشاب إنه يعمل في شرائط الأغاني.
قال صفوان: إنه يكسب في يوم واحد ما أكسبه أنا في سنة.
لوت زوجته شفتها وخاطبته قائلة: أين هو الذي كسبته في السنة الماضية؟
Bilinmeyen sayfa