Gelgitler Arasında: Dil, Edebiyat, Sanat ve Medeniyet Üzerine Sayfalar
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Türler
وظيفة المجمع - يقول سبيرو بك - أن يقبل جميع الألفاظ الدائرة على الألسن ويدونها في قاموس اللغة.
إذن يا سيدي الكريم، ما شأننا والمجمع في هذه الحال؟ ولماذا تنعقد هذه الهيئة العلمية وكل فرد من أفراد الأمة «مجمع» قائم بذاته؟
الشعب يقول: «تلتوار» و«ترمبيل» و«سمس» و«سجر» و«ماراتزمو»؛ أيكون إنعاش اللغة بمثل هذه الألفاظ التي تعد بالمئات؟ أتجديد هذا وترقية أم هو مسخ وتشويه؟!
في اللغات الأوروبية لغو هو من سقط الألسن الجاهلة يسمونه
Slang
أو
Argot ، ولا نعلم أنه يرضى باستعماله كاتب يحترم نفسه، فضلا عن نبذ المجامع له. فإذا كان الشعب كثير الاستعمال لمثل هذه الألفاظ؛ أيتحتم تسجيلها في اللغة الراقية، وهي التي يأبى الإصغاء إليها الفرد المهذب؟ إن للتعبير ارتقاء كما للأفكار والعواطف والميول، وكلما لطفت النفس من امرئ وتثقف الفكر تهذب تعبيره وسما بيانه؛ لأن بين القلب واللسان سبيلا سويا. وما نطمع فيه الآن هو إنصاف أنفسنا، فنصرح لها بأن تكون كما أرادتها الطبيعة، وتفصح عن خوالجها بحرية. وإن ننصف اللغة فنحترم قواعدها وأصولها؛ فلا نحن نكذب ونداجي، ولا اللغة تجمد وتختلط. وما نطمع فيه ويعمل له التعليم والتهذيب هو رفع العامة إلى فهم أوسع وأحذق، والنزول ببعض الخاصة إلى ميدان أسهل ليتم في اللغة ما هو تام بين المراتب من التمازج.
أما ما يستطيع أن يفعله المجمع اللغوي سواء انعقد في مصر أم في غيرها من الأقطار العربية، فينحصر في أمور أربعة:
أولا:
أن يؤلف لجنة تبحث في كتب العرب، ففيها بحر زاخر من الألفاظ والمسميات والمفردات الرشيقة البليغة التي نجهلها؛ فيستخرجون منها كل ما يمكن الانتفاع به.
Bilinmeyen sayfa