Gelgitler Arasında: Dil, Edebiyat, Sanat ve Medeniyet Üzerine Sayfalar
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Türler
وكيف يلوح الفجر قبل أن يستنير المشرق؟
أنت برج الفجر، أيها الشرق، أنت مزجي الأشعة.
فقم واعمل، قم وارقب من أي أنحائك يلوح مشعل الضياء.
حياة اللغات وموتها ولماذا تبقى العربية حية!
(1) اللغة والحضارة
الشعوب كالبحار: لهذه مد وجزر ولتلك ارتفاع وهبوط.
للبحار موجات يأتين لاطمات الشاطئ بتجمع مياههن، ثم يغرن في صدر موجات متهجمات. وللشعوب مدنيات تنمو فتعلو إلى ذروة المجد والسؤدد، ثم تهبط إلى منحدر الوهن والنسيان متخلية عما لديها من نظام وقوة وخبرة لمدنيات جديدات تحل محلها.
ما هو الداعي إلى هذا التموج الدائم في مناطق المجهود البشري حتى تهلك عنده أشواط المدنية واحدا بعد آخر؟ وما هي العوامل التي تجعل زاهر الأمس اليوم يابسا، وخصيب اليوم قاحطا غدا؟
لقد درس هذه المسألة الخطيرة علماء التاريخ والآثار والعمران؛ ففصلوا لذلك الأسباب ووضعوا لتعليله المؤلفات الكبيرة، إلا أن أبحاثهم لا تفيد في تلافي المحتوم على كل مدنية بلغت شأوها المنطق، ثم خضعت في هبوطها كما في ارتقائها لناموس التموج الدائم. وليس في وسع المتأمل المخلص إلا إثبات ما قد تتابع وقوعه منذ فجر التاريخ: وهو أن الشعوب تخلف الشعوب، والمدنيات تعقب المدنيات، وأنه في دوران الأحقاب لا بد أن يمسي الجديد قديما، وأن ينقلب القديم يوما جديدا.
كذلك تنتشر لغة قوم بانتشار حضارتهم؛ فيسارع المغلوب إلى تعلمها وإتقانها ما استطاع، حتى إذا انحطت تلك الحضارة، عاد ينكمش انتشار لغتها ودخلت مع الزمن في صف اللغات الميتة.
Bilinmeyen sayfa