Din ve Felsefe Arasında: İbn Rüşd ve Ortaçağ Filozoflarının Görüşleri
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Türler
11
وفي رسالته إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى، يذهب الكندي إلى أن الدين لا يختلف عن الفلسفة، «لأن في علم الأشياء بحقائقها علم الربوبية، وعلم الوحدانية، وعلم الفضيلة، وجملة علم كل نافع والسبيل إليه، والبعد عن كل ضار والاحتراس منه، واقتناء هذه جميعا هو الذي أتت به الرسل الصادقة عن الله جل ثناؤه، فإن الرسل الصادقة إنما أتت بالإقرار بربوبية الله وحده، وبلزوم الفضائل المرتضاة ...»
غير أنه في رسالة «كمية كتب أرسطوطاليس» يذهب إلى خلاف هذا الرأي، ويفرق بين الفلسفة التي هي من العلوم الإنسانية التي يبلغها الفيلسوف «بطلب وتكلف البشر وحيلهم»، وبين العلم الإلهي، وهو أعلى رتبة؛ إذ يتم «بلا طلب، ولا تكلف، ولا بحيلة بشرية ولا زمان، كعلم الرسل صلوات الله عليهم الذي خصه الله - جل وتعالى علوا كبيرا - أنه بلا طلب ولا تكلف ولا بحث، ولا بحيلة بالرياضيات والمنطق؛ فإن هذا العلم خاصة للرسل دون البشر، وأحد خواصهم العجيبة، أعني آياتهم الفاصلة لهم من غيرهم من البشر، إذ لا سبيل لغير الرسل من البشر إلى العلم الخفي، إلا بالطلب؛ فأما الرسل فلا بشيء من ذلك، بل بإرادة مرسلها ...»
12
وأيضا فإن كلام الله في القرآن جوابا عما سئل به الرسول هو غاية في الوجازة والبيان وقرب السبيل والإحاطة بالمطلوب، على حين أن الفيلسوف إذا قصد الجواب عنها فيكون ذلك «بعد طول الدأب في البحث والتروض.»
13
وتفسير هذا التناقض في رأي الكندي يرجع عندنا إلى أنه كتب رسالته إلى المعتصم في وقت كان يذهب فيه ذلك المذهب، وكتب رسالة «كمية كتب أرسطوطاليس» في وقت آخر، وعدل فيه عن رأيه الأول.
أما رأيه الأول فهو: أن الدين والفلسفة شيء واحد؛ لأنهما يبحثان معا عن الحقيقة، والحقيقة واحدة، وطريقهما البرهان.
وأما رأيه الثاني فهو: أن الفلسفة غير الدين؛ لأن طريق الفلسفة البحث والنظر بالعقل، وطريق الدين الإلهام والوحي عن طريق الشرع.
وكذلك سنعرف عما قليل أن الكندي قال بحدوث العالم، وكأنه قد أحس أن القول بقدمه لا يتفق وإثبات خالق له، كما هو العقيدة الإسلامية، وهذا معناه في نظرنا أن الغزالي حين قرر أن الفلاسفة المسلمين جميعا ذهبوا إلى القول بقدم العالم، لم يكن اطلع على رأي الكندي في هذه المشكلة، وأن عماده في تعرف رأي الفلاسفة هو على آراء الفارابي وابن سينا كما صرح بنفسه في كتابه «تهافت الفلاسفة». •••
Bilinmeyen sayfa