Afrika Aslanı ile İtalyan Kaplanı Arasında: İtalyan Habeş Sorununa Tarihi, Psikolojik ve Sosyal Bir Analiz
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Türler
وكان له شغف شديد بفنون البناء، حتى عده بعضهم أعظم مهندس معماري في الحبشة، وقد رسم بيده أغلب رسوم المباني، وكان يصف للقائمين بها كيفية السير بموجب هذه الرسوم؛ أي أنه ينفذ التصميمات التي يضعها، حتى استوجب نبوغه في ذلك عجب الأوروبيين ودهشتهم.
وقد تعلم من بعض الأطباء والصيادلة تركيب بعض الأدوية، وكان يوجد في قصره رجال من المهندسين والصناع والعمال يقومون بالأعمال الصناعية والهندسية التي يتطلبها منهم، وهو يحادث كلا من هؤلاء بما يخص صناعته وفنه، ويشاهد بنفسه ما يقومون به من الأعمال، ويسأل عن كل مجمل ومفصل من المسائل التي لا يدركها، ويطلب إليهم أن يصنعوا أمامه ما خفي عليه حتى يتقن علمه بالاختبار.
وقد استحسن أحذية الإفرنج الذين كانوا يفدون عليه عندما كان ملكا على مقاطعة شوا، فطلب مرة من أحد المهندسين أن يصنع له حذاء أمامه ليرى كيفية صنع الأحذية، فاعتذر له المهندس بأنه لم يشتغل أبدا بصنع الأحذية، فلم يرق هذا الكلام في نظر منليك، وأصر على طلبه، فلم ير المهندس بدا من تنفيذ أمر الملك، فقام بتجهيز ما يلزم لصنع الأحذية، وأوصى بصنع قالب خشب، وحل قطع حذاء قديم عن بعضها ليرى كيفية صنعها، ثم أحضر الجلود اللازمة، وأخذ يشتغل بصنع الحذاء أمام منليك حتى صنع له حذاء منها، وكذلك نفذت رغبة الإمبراطور التي وقف بواسطتها على كيفية صنع الأحذية.
وأمر مرة المهندس أن يصنع له بندقية تطلق بالخرطوش على الطراز الجديد، وهو يعلم أن صنع هذه الأشياء في أوروبا يكون أقل عناء ونفقة، ولكنه يطلب صنعها أمامه وفي بلاده ليقتنع بإمكان صنعها في وطنه، ويتأكد من معادنها وأخشابها وصلاحيتها للصناعات التي ترد من أوروبا.
أما مهارته السياسية والحربية فلم يكن فيها شك، وقد اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء، أما طريقة استيلائه على عرش شوا، فهي أنه لما قرب الإنجليز سنة 1867 من مجدالا تمكن منليك من الفرار منها، وقطع الوديان والجبال الصعبة المرور وحيدا ليس معه أحد، ولحق ببضعة آلاف رجل من رجال أبيه وأخصائه وقومه وقبيلته، وكانوا في انتظاره، فاستقبلوه ورحبوا به، وسروا به، فسار من هناك ومعه رجاله، وجميعهم مسلمون، وهاجم أنوبذابا، حاكم مقاطعة شوا المولى من قبل تيودورس، فهزمه واستولى على بلاده (شوا)، وصعد على عرش أجداده وأبيه.
ومن هذا التاريخ انقطعت جرثومة الحروب الداخلية في تلك المقاطعة، وأصبحت من ذلك اليوم أضخم جزء من أجزاء المملكة الحبشية. ولما صعد يوحنا إلى العرش الحبشي بدأت الخصومة بينه وبين منليك، ولكن منليك حقن دماء الأمة، وخضع ليوحنا مع أن انتصاره عليه لم يكن صعبا، وما زال يحافظ على كيانه، ويرد خصومه، وقد انتقم له بعد قتله. وقد اجتمعت كلمة الحبشة على ترشيحه للعرش وتتويجه، فتم له ما أراد برغبة الأمة.
صاحب الجلالة الإثيوبية المغفور له منليك الثاني إمبراطور الحبشة وقاهر الطليان في عدوة.
خلفاؤه
وترك الإمبراطور الأميرة شوارجه التي تزوجت من الرأس ميخائيل، الذي كان أصله مسلما، وانتحل المسيحية تقربا من منليك الثاني، فرزق من شوارجه بليج ياسو، الذي عينه منليك وليا لعهده، وتوج إمبراطورا سنة 1913، وخلع في سنة 1916، ويقال إنه مات في الأيام الأخيرة،
5
Bilinmeyen sayfa