Afrika Aslanı ile İtalyan Kaplanı Arasında: İtalyan Habeş Sorununa Tarihi, Psikolojik ve Sosyal Bir Analiz
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Türler
لأن زمن «الاستنعاج » قد مضى وانقضى
18
وعلى كل حال فقد نال سير هور بغيته من خطبته؛ فقد جرت فرنسا إلى حظيرة العصبة، وأقلقت بال إيطاليا، وحازت ثناء الخصوم والمترددين حتى سوفيات روسيا أنفسهم، ونفخت في روح الأحباش، وانتظر العالم كلمة لافال فقال: إن العصبة وليدة آلام البشر، وشيدت على الأنقاض للحيلولة دون الحرب، وإيمان فرنسا بها لم يضعف؛ لأن سياسة فرنسا قائمة على عهد العصبة، وعطف على عهد سترتيزا، وقال: «اجتمعنا بالمندوبين البريطانيين، ورأينا أن رئيس الحكومة الإيطالية يشعر بمثل ما نشعر به من الرغبة في تعزيز السلم، ولا خلاف بيننا وبين بريطانيا في السياسة التي سنتبعها.»
وفي هذا الوقت جاء من أمريكا صوت مستر كودل هيل يذكر إيطاليا بميثاق كيلوج الذي وقعت عليه اثنتان وستون دولة، وأيده روزفلت وأعلن حياده. كل هذا حادث وسنيور موسوليني يقول إن بريطانيا تعارضه لأنها تريد الاستيلاء على الحبشة!
وأثناء ذلك تحركت مسألة قناة السويس، فكان الرأي القانوني هو على استمرار فتحها لجميع الدول في جميع الأوقات، ودهش العالم أجمع لأن مصر ذات الشأن العظيم في النزاع لا يسمع لها صوت في عصبة الأمم؛ لأنها ليست عضوا فيها، مع أن دولا أصغر منها بمراحل تتمتع بالعضوية كفنزويلا وأراجواي.
وهذا أمر عجيب؛ لأن ساسة مصر لم يحاولوا ذلك من سنة 1922، مع أنه إذا حدثت حرب لن ترغم مصر على الدخول فيها فقط، بل ستصير ميدانا فعليا لها. وقد دلت الاستعدادات في شهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر على أن مصر تتوقع الحرب، وتخشى الغازات الخانقة، ونسف القناة، وغزو إيطاليا من الحدود الغربية، ونسف خزان أسوان،
19
وإشعال النار في مخازن البترول بالسويس (الناحية المعروفة عند أهل السويس بالزيتية). وقد أخذت إيطاليا تستعد في الجزر الاثنتي عشرة وتحصنها، وتلغم شواطئها مقابل استعداد إنجلترا العظيم في البحر الأبيض، وتحمس الأحباش فألفوا فرقا من النساء بقيادة الإمبراطورة.
20
ولا نظن أن دولة في التاريخ القديم أو الحديث نالت العطف الذي نالته الحبشة، فإن أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا تضافرت جميعها على نصرتها.
Bilinmeyen sayfa