Afrika Aslanı ile İtalyan Kaplanı Arasında: İtalyan Habeş Sorununa Tarihi, Psikolojik ve Sosyal Bir Analiz
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Türler
وما زال الرأي العام في أوروبا يؤيد الحبشة حتى قامت مظاهرات لتعضيدها في معرض بروكسل ببلجيكا، فخطب أحد الخطباء وقال:
لقد عاد خطر الحرب، وأخذت الفاشستية الإيطالية تتأهب لإضرام النار، وإهراق الدماء في الحبشة، التي يريد شعبها أن يعيش في ظل السلم والحرية.
وكانت هذه الخطبة أمام الجناح الإيطالي، وأراد بعض المتظاهرين أن يحطم صورة بعض رموز الأماني الإيطالية. وفي الحق أن اجتماع مجلس عصبة الأمم في أوائل أغسطس لم يسفر عن شيء سوى تأجيل خطر المشكلة شهرا.
وبدأ رجال السياسة الأوروبية في دوائر العصبة وأروقتها يتكلمون عن توقيع العقوبات التي ينص عليها الميثاق. وظن بعضهم أنها حربية، وآخرون يحسبون أنها اقتصادية. وذكروا في عرضها إقفال قناة السويس، أو حصر إيطاليا حصرا بحريا، أو مقاطعتها اقتصاديا وماليا،
10
وبدأت إنجلترا تحرك لسانها ويدها، فخطب مستر أنطوني إيدن بالراديو، وأنذر إيطاليا بالعقوبات في حالة ظهورها بمظهر العناد.
وفي خلال شهر أغسطس ازدادت الحال تحرجا بين بريطانيا وإيطاليا، وشعرت بريطانيا بدنو موعد انعقاد عصبة الأمم في 4 سبتمبر، وضرورة الانتهاء بتصميم ذي خطورة، كما أحست بتأخرها في التأهب لمقابلة الحوادث، بعد أن استعدت إيطاليا استعدادا مهولا في الجو والبر والبحر، فأخذت تحشد أسطولها في البحر الأبيض، وتتخذ لطائراتها أماكن ثابتة، وانشغلت بإحكام إقفال جبل طارق، وتأمين جزر البحر الأبيض الواقعة تحت حكمها.
وكان هذا الاستعداد البحري العظيم ردا على مذكرة السنيور موسوليني للعصبة، وهي مستند ضخم أوضح فيه بتفصيل ممل أطوار الخصومة المزعومة، وصنوف الاعتداءات التي يقول: إنها وقعت من الحبشة خلال مدة طويلة، وهذه المذكرة مصحوبة بصور فوتوغرافية.
ومن الاستعدادات المهمة الإيطالية ربط روما بإريتريا تليفونيا، وإعداد أسطول جوي ضخم، وإذاعة أنباء مروعة عن حرب الغازات والجراثيم، واختراع أشعة سرية تسمى أشعة الموت يحركها ماركوني كيف شاء؛ فيقتل الخلائق. ولكن هذا الخبر يحمل عناصر اختلاقه.
11
Bilinmeyen sayfa