Afrika Aslanı ile İtalyan Kaplanı Arasında: İtalyan Habeş Sorununa Tarihi, Psikolojik ve Sosyal Bir Analiz
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Türler
وخشي يوحنا عاقبة الفتح المصري، وأخذ يرى شباك الدولة المصرية حوله بعين الرعب والحذر، وينظر إلى تقدم الجنود بقلب مضطرب، ووقع في خلده في أول الأمر أن يستظل بحماية أوروبا بأن يصور لهم الهجوم المصري بصورة غزو إسلامي لبلاد مسيحية، يستدعي أن تقابله النصرانية الأوروبية بحرب صليبية جديدة، فأرسل صديقه جون شارلز كركهام إلى الملكة فيكتوريا وباقي عواهل أوروبا في تلك المهمة، ولكنه لم يجد من أحدهم أذنا مصغية، وعاد رسوله بخفي حنين.
وأيقن يوحنا أنه لا يحك جلده مثل ظفره، فصمم على أن يتولى جميع أمره، وأن يقوم بالدفاع عن نفسه بنفسه.
وفي سنة 1874، توفي السلطان أحمد سلطان هرر،
4
وتولى السلطنة بعده الأمير محمد، فاستبد بالأهلين، فاستنجدوا بإسماعيل، فأخذ يسعى في شراء زيلع وبربر، ثغري هرر، من الدولة العثمانية، وتمت الصفقة، وتنازل الباب العالي عنهما في يوليو سنة 1875، مقابل زيادة 13365 جنيها على جزية مصر السنوية.
فامتد سلطان مصر على ساحل القلزم الغربي عامة من خليج السويس إلى تجوره، وتجاوزه إلى رأس جردافوي على المحيط الهندي متناولا بذلك نفس أرض الصومال.
وعقدت الحكومة المصرية لواء حملة لمن يدعى رءوف باشا، فاحتلت مدينة هرر في 11 أكتوبر سنة 1875، وقبض قائدها على السلطان محمد وقتله خنقا بحيلة في حفلة دينية حينما كان السلطان جالسا يصلي أو يذكر، وقتل معه خمسة وعشرين شيخا من الزعماء، واستولى على كل ما كان يملكه ذلك السلطان.
5
وقد شبه لحكومة مصر بعد شراء زيلع واحتلال هرر أن اكتساح الحبشة بات أمرا لازما، ولم يعد منه مناص، فجهزت حملة الأميرالاي أرندروب الطوبجي الدانماركي في شتاء 1875، فسار قاصدا إلى «عدوة» إحدى عواصم يوحنا. وكانت إنجلترا وفرنسا قد سلحتا الحبشة بالأسلحة النارية، سواء بالبيع أو بالإهداء.
وفي أكتوبر سنة 1875، علم يوحنا بزحف المصريين نحو أسمرا، فاستنفر جميع المقاتلين من رعاياه في سائر أنحاء المملكة، فلبوا نداءه أفواجا، وأخذ يوحنا يمكر بجيش أرندروب ويخدعه، فيتقدم تارة ويتأخر طورا، ثم يختفي، ويظهر بعد ذلك فجأة، ولا يلبث أن يعود إلى الاختفاء لإطماع عدوه في نفسه، حتى انطلت حيلته على المتحمسين في الجيش المصري، ولم يكن هذا إلا استدراجا من يوحنا لخصومه، والتقى الجيشان على ضفاف نهر المأرب، وكان عدد الأحباش بنسبة ألف لكل عشرة من المصريين، فهزموا.
Bilinmeyen sayfa