Afrika Aslanı ile İtalyan Kaplanı Arasında: İtalyan Habeş Sorununa Tarihi, Psikolojik ve Sosyal Bir Analiz
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Türler
وأصل هذا البلاء أنه في سنة 1805 هبط أرض الحبشة إنجليزي عظيم هو الفيكونت جورج فالنتيا، وكاتم سره هنري صولت، فطافا بالبلاد وتعرفا بالملك إمبوالاصيوني، وقدما إليه الهدايا والتحف؛ لأن الهدايا تصون الصداقات، ثم رحلا. وبعد أربع سنين عاد صولت بهدايا نفيسة وخطاب توصية للملك، وهو مزود بأوامر تقضي عليه أن يضع تقريرا وافيا عن أحوال البلاد، وأن يتصل بالقبائل المتاخمة للسواحل ليدعوها للمتاجرة مع بريطانيا.
فنحن نعد الفيكونت وكاتم أسراره طلائع الغزو الأوروبي في الحبشة، وإن كنا نعلم أن إنجلترا لم تكن ترغب في شيء أكثر من اجتلاب الأحباش إلى أسواقها، وهي تتبع في ذلك الطرق الودية والدبلوماسية.
وعاد صولت إلى إنجلترا ووضع كتابا في سنة 1813 عن رحلته إلى الحبشة، وبذلك انتهت مأمورية الرائدين الأولين، وهي سياسة ودية. وفي سنة 1830، زار الحبشة الأسقف جوبات وزار «جندار» بصحبة مستر كوفن الذي رافق صولت في رحلته السابقة، وفي سنة 1840 اتصلت حكومة الهند بالرأس شملا سلاسي، حاكم شوا، وعقدت بينهما معاهدة صداقة وولاء (1884)، وطاف بالحبشة رائدان حربيان؛ هما: هاريس وجونستون، وعقبهما وكيلان من ديوان المخابرات؛ هما: بلودن وبل، التقيا بالسويس وتذرعا بالحيلة والذكاء حتى تمكنا من الطواف بالحبشة، ثم عادا إلى إنجلترا؛ فعين أحدهما - مستر بلودن - قنصلا لدولته في مصوع، وعمله الظاهر الدعوة لترويج المصنوعات الإنجليزية.
وقد قابله لورد بالمرستون قبل سفره إلى الحبشة في سنة 1848 وزوده بهدايا للرأس علي، وأوصاه بتوثيق العلاقات بين إنجلترا والحبشة، فلما وصل بلودن في سنة 1849 إلى الحبشة وقع مع الرأس علي معاهدة، فتناول الرأس القلم مبتسما وقال: «معاهدة لا فائدة منها؛ لأنه ليس في الحبشة ما يغري أحدا من تجار الإنجليز.»
2
وكان الرأس علي أقوى حكام الحبشة، وأحقهم بلقب ملك أو نجاشي، وقد تنازل لبريطانيا عن حق حماية الرهبان الأحباش في القدس.
ظهر في أفق الحياة الحبشية «لدج كاسا» (بعد ذلك تيودورس الثاني)، وكان شهما مجازفا، فتغلب على خصومه ومزاحميه، وكان رجلا خياليا يعتقد أنه بطل رباني مرسل من العناية الإلهية لأداء وظيفة سامية للوطن، وهي جمع كلمة الأحباش، ولم شعثهم تحت علم واحد؛ لتبلغ ذروة المجد والقوة، فيخشاها العالم كله.
وكان الرأس علي يرى غير رأيه، ويفضل التأني وتقديم الرأي على الشجاعة، فكانا في أخلاقهما على طرفي نقيض، فساءت العلاقة بينهما ، وتنازلا في مواقع عدة انتهت بأن خلص لدج كاسا من الرأس علي بأن أصابه بجرح في رأسه أرداه قتيلا.
وتوج كاسا ملكا على الحبشة باسم تيودورس الثاني؛ لأنه علم من بعض الأساطير أن سيأتي على الحبشة ملك قوي اسمه تيودورس يلم شمل الأمة والوطن، ويحكم بالعدل والإنصاف، فترهب الدول جانبه، ويعم اليسر والرخاء عهده، فاعتقد كاسا (ومعناها بالحبشي عوض) أنه هو المقصود بالذات، وإن لم يعتقد فقد أراد أن يكون هو، فتوج في 7 / 2 / 1855 ملك ملوك الحبشة.
واجتمع الصديقان بلودن وبل ثانية في معسكر تيودورس عقيب تتويجه، وقد تزوجا من سيدتين حبشيتين عريقتين في المجد، وكانا صديقين للرأس علي، فلما قهره كاسا؛ لاذا بمعسكر الغالب معا.
Bilinmeyen sayfa