170

Saraylar Arasında

بين القصرين

Türler

ياسين ضاحكا: أخاف أن يشتبه الجنود في كثرة القادمين، فيظنوا أن اجتماعا سياسيا ينعقد في بيتنا.

خديجة في مباهاة: إن أصدقاء بابا يحجبون عين الشمس.

فقالت عائشة: رأيت السيد محمد عفت نفسه على رأس القادمين.

فأمنت خديجة على قولها قائلة: كان صديقا حميما لبابا من قبل أن نرى نور الدنيا.

فقال ياسين وهو يهز رأسه: اتهمني بابا ظلما بأنني قطعت ما بينهما. - ألا يفرق الطلاق بين أعز الأصدقاء؟!

ياسين باسما: إلا أصدقاء أبيك!

عائشة بفخار: من ذا تطاوعه نفسه على مخاصمة بابا؟ والله ما في الدنيا كلها نظير له ... ثم وهي تتنهد: كلما تصورت ما وقع له أمس شاب شعر رأسي.

أخيرا ضاقت خديجة بوجوم فهمي، فعزمت على أن تعالجه بطريقة مباشرة بعد أن أخفقت - فيما رأت - الطرق غير المباشرة، فالتفتت إليه متسائلة: أرأيت يا أخي كيف أن ربنا أكرمك يوم لم يأذن بتحقيق رغبتك نحو ... مريم؟!

نظر فهمي إليها بين الدهشة والحياء، سرعان ما تركزت فيه الأبصار، حتى كمال تطلع إليه باهتمام، وساد صمت نم عمقه عن شعور مكبوت طال في الصدر تجاهله أو إخفاؤه، حتى أفصحت عنه خديجة بجرأة، فتطلعوا إلى الشاب في صمت المنتظر للجواب، كأنما هو نفسه الذي طرح السؤال، غير أن ياسين رأى أن ينهي الصمت قبل أن يستفحل فيبعث على الألم ، فقال متظاهرا بالسرور: أصل أخيك ولي، والله يحب أولياءه.

وكان فهمي يكابد حرجا وحياء، فقال باقتضاب: هذه مسألة قديمة عفاها النسيان.

Bilinmeyen sayfa