143

Saraylar Arasında

بين القصرين

Türler

زايل أمينة السرور، لعله كان سرورا زائفا متعجلا، الحقيقة التي يجب ألا تغيب عنها هي أن الفزع ركب كمال دقائق، وأنه يجب أن تدعو ربها طويلا كي ينجيه من عواقبه، لم تكن ترى في الفزع مجرد شعور عابر، كلا ... إنه شعور شاذ تكتنفه هالة غامضة تأوي إليها العفاريت، كما تأوي الخفافيش إلى الظلام، فإذا أحاط بشخص - خصوصا الصغار - مسه بضر سيئ العاقبة؛ لذلك فهو يستوجب في نظرها مزيدا من العناية والحيطة، تلاوة من القرآن كانت أم بخورا أم حجابا، قالت بحزن: أفزعوك! قاتلهم الله.

وقرأ ياسين ما يدور في خاطرها ... فقال مداعبا: الشوكولاتة رقية ناجعة للفزع ... (ومخاطبا كمال) هل دار الحديث بالعربي؟

رحب كمال بالسؤال؛ لأنه فتح له مرة أخرى أبواب الخيال والمغامرة، منتشلا إياه من مضايقات الواقع، فقال وقد استعادت أساريره انبساطها: كلموني بعربي غريب! ... ليتك سمعته بنفسك.

وراح يحاكي طريقتهم في الكلام حتى ضحك الجميع، حتى أمه ابتسمت ... فعاد ياسين يسأله وكان يغبطه: ماذا قالوا لك؟ - كلاما كثيرا! ... ما اسمك؟ أين بيتك؟ أتحب الإنجليز؟!

فهمي ساخرا: وبم أجبتهم على هذا السؤال الفريد؟!

فرمق أخاه كالمتردد ... ولكن ياسين أجاب عنه قائلا: طبعا قال إنه يحبهم ... ماذا كنت تريد أن يقول؟

على أن كمال استطرد يقول متحمسا: ولكني قلت لهم أيضا أن يعيدوا سعد باشا.

فلم يتمالك فهمي أن ضحك عاليا ... وسأله: حقا! وماذا قالوا لك؟

فقال كمال مستردا ارتياحه بضحك أخيه: أمسك أحدهم بأذني، وقال لي: «سعد باشا نو ...»

فعاد ياسين يتساءل: وماذا قالوا أيضا؟

Bilinmeyen sayfa