Din ve Bilim Arasında: Orta Çağlarda Astronomi, Coğrafya ve Evrim Bilimlerine Karşı Mücadele Tarihi
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Türler
من الخلق إلى النشوء
(1) العالم المنظور
من بين مجموعة النقوش الكاتدرائية التي تعبر عن كثير من حقائق اللاهوت في العصور الوسطى، نقش يمتاز بالتعبير من مذهب لاهوتي في أصل الكون، ظل موضوع الاحترام والإجلال أزمانا طوالا.
الواحد القهار - في صورة بشرية - جالس بوداعة ولين، يصنع الشمس والقمر والنجوم، ويعلقها في القبة الصلبة التي تحمل من فوقها «السماوات العلا» وتظلل الأرض «السفلى».
أما علائم التفكير الظاهرة في تقطب جبينه فتنم على أنه أجهد نفسه إمعانا في التدبر والاستبصار، كما يدل انتفاخ عضلات ذراعيه على أنه قد اضطر إلى أن يكد وينصب، ومن الطبيعي أن يكون المثالون والمصورون - خلال القرون الوسطى وفي بدء العصور الحديثة - قد عمدوا إلى تمثيله على مقتضى ما تصوره كتاب ذلك العصر؛ إذ كانوا يقولون بأنه استراح في اليوم السابع واضطجع في هدأة، مصخيا إلى تراتيل الثناء التي زفتها إليه سكان السماء.
من حول هذه الفكرات العتيقة التي فاضت بها الكاتدرائيات، وفي غيرها من الآراء التي عبرت عنها النقوش والصور وتلوين الزجاج وزخارف الفسيفساء والحفر خلال العصور الوسطى، وقرنين فرطا من بعد تلك العصور، وتكثفت نواة من الاعتقاد كانت قد أخذت تتكون خلال ألوف من السنين، ومضت محتكمة في كل ما أبرز العقل الإنساني من صور الفكر حتى عصرنا هذا.
1
أما بدايات ذلك الاعتقاد فترجع إلى أعرق عصور التاريخ قدما؛ فإننا نجدها في أوليات كل مدنية من المدنيات العظمى، بيد أنها شغلت في كل الكتب المقدسة التي ذاعت في نواحي العالم - على تعددها وكثرتها - مكانا عليا؛ ففي كل المدنيات تقع على فكرة وجود خالق، ليس الإنسان إلا صور منه غيرة كاملة، وأنه خلق الكون المنظور بطريقة مباشرة مستخدما في الخلق يديه وأصابعه.
من بين تلك النظريات عدد غير صغير مضى محتكما في اللاهوت الكلداني، ومن الواجب أن نخصه بشيء من العناية والتقدير؛ فإن النقوش الآشورية التي استكشفت حديثا ونقلها إلى العالم الإنجليزي أعلام من أمثال «لايارد»
Layard
Bilinmeyen sayfa