Din ve Bilim Arasında: Orta Çağlarda Astronomi, Coğrafya ve Evrim Bilimlerine Karşı Mücadele Tarihi
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Türler
كان قد أتم سياحته المعروفة، فبرهن على أن الأرض كروية؛ لأن بعثه قد دار حولها. كما برهن على أن مذهب «الأنتيبود» صحيح؛ لأن رفقاءه في السياحة قد رأوا بأعينهم أولئك الخلائق. غير أن هذا لم ينه الحرب ولم يخمد جذوتها. فإن كثيرا ممن مضوا مشايعين لحكم المشاعر دون العقل، قد ظلوا مائتين من السنين ينكرون هذه الحقيقة ويقاومونها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وفي ذلك الوقت نجح فلكيو فرنسا في مقاس الدرجة الأرضية في الأنحاء الاستوائية والقبطية، وأضافوا إلى براهينهم ذلك البرهان المستمد من استطالة الرقاص. وبعد أن وقع ذلك، وبعد أن رأى رجال الكنيسة أن استقراءات العلم قد تقررت بوسائل بسيطة كمقياس الدرجات، على أكمل وجه وأتم صورة، وبعد أن أرسل كثير من السياح - ومن بينهم فئة من متحمسي المبشرين - إلى أوروبا وصفا كاملا لخلائق «الأنتبيود»، بعد هذا كله نامت عاصفة الحرب بين العلم واللاهوت بعد أن ظلت عاتية هوجاء اثني عشر قرنا من الزمان.
على هذه الصورة كانت نتيجة تلك الحرب الطويلة الممضة. غير أنه حدثت نتائج لم تكن لها إلا ثمرات مريرة؛ فإن جهود «إيوسبيوس وباسيل ولاكتانتيوس» التي بذلوها في سبيل إخفات صوت العلم، وجهد «أوغسطين» في مقاومته واضطهاده، وجهد «قوزماس» في تحطيمه من طريق اللاهوت المذهبي، وجهد «بونيفاس وزاخاري» في تقويض دعائمه بالقوة الغاشمة، وكلهم رجال لا يمكن أن يساورنا شك في صادق يقينهم وحسن نيتهم، قد أحدث نتيجة واحدة، هي أن يثبت في عقول الرواد من أهل العلم والدين، اعتقاد بأن بين الدين والعلم عداء وصراع.
على أنه يمكننا أن نتساءل من جهة أخرى: أي جنى جناه المحاربون من أجل العلم لصالح الدين؟ جنوا تصورا ثابتا نبيلا في حقيقة العالم، تصورا آخر لا يقل عنه نبلا ولا ينزل عنه شرفا، في جلال تلك القدرة الشاملة التي تسيطر على العالم وتدبر أمره. وقد نتساءل ثانية أيها أكثر ملاءمة لعقيدة دينية عليا: أكونيات «قوزماس» أم كونيات «نيوتن»؟ وأيهما يهيئ للفكرة الدينية مرتعا خصيبا وبيئة فيها ألفة واتساق، أجدليات «لاكتانتيوس»، أم تقريرات «همبولد» الهادئة العميقة. (4) حجم الأرض
منذ زمان بعيد هز موضوع جغرافي آخر عقول النابهين هزا عميقا، وكان هذا الموضوع محصورا في النظر في حجم الأرض.
لقد وصل كثير من باحثي القدماء بوسائل مختلفة من مقاس الأبعاد إلى نتائج تكاد تقرب من الحقيقة تلقاء حجم الأرض. ولقد ظلت هذه الوسائل حية حتى أسلم بها الزمان إلى القرون الوسطى؛ فتزودت بآراء جديدة، وكان من بين النتائج التي هي أكثر من غيرها في العقل الإنساني تأثيرا وأزكى طبيعة، تلك النتائج التي وصل إليها «روجرباكون»
Roger Bacon
و«غربرت»
Gerbert
الذي تبوأ من بعد عرش البابوية باسم «سلفستر الثاني»؛ فإنهما قد أسلما إلى الخلائف من بعدهما ذخيرة العلم كاملة غير منقوصة. غير أنهما لم يجنيا من معاصريهما إلا ثمرة أجاجا، فنعتا بأنهما ساحران واتهما بترويج السحر والشعوذة.
لقد كان اللاهوت في القرون الوسطى روحا سارية في الجماهير ما يلائمها إلا حلول لمسائل العلم تستمد من نصوص الكتاب المقدس، ويحق لنا أن نذكر ذلك الحل الذي استمد من تلك النصوص تلقاء حجم الأرض، وما نذكره إلا كمثال نعبر به عن مقدار ما غشي العقول من مغالطات المذاهب اللاهوتية وأخطائها. فإن السفر الثاني من أسفار «عزرا»
Bilinmeyen sayfa