Din ve Bilim Arasında: Orta Çağlarda Astronomi, Coğrafya ve Evrim Bilimlerine Karşı Mücadele Tarihi
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Türler
ليثبت أن مركز الأرض الحقيقي يقع في نقطة على رصيف الكنيسة التي تتضمن القبر المقدس. وأن في هذه النقطة نبتت الشجرة التي حملت الثمرة الملعونة، وقام الصليب الذي صلب عليه المسيح.
ولم يكن هذا التصور الباطل وحده هو الذي شق لنفسه طريقا إلى الخرائط الجغرافية التي صنعت في القرون الوسطى. فهنالك تصوران يظهران جليين على صفحة تلك العصور.
الأول: ذلك الفزع المبهم الغامض الذي ألقاه في روع الناس اعتقادهم باطلا بيأجوج ومأجوج. وقليلا ما تجد في العهد القديم - التوراة - من مقاطيع تفوق في عظمتها وروعتها تلك التي أوردها «حزقيال» في تعذيب هؤلاء الأعداء الألداء. ناهيك بتلك المقطوعة المعروفة في سفر رؤيا «يوحنا» اللاهوتي
Apocalypse
فإنها قد ربطت بين الشعور العبراني تلقاء يأجوج ومأجوج، وبين تصور جديد ثبتت أصوله في صميم الكنيسة النصرانية الأولى. ولهذا تجد أن واضعي الخرائط الجغرافية في القرون الوسطى قد عانوا أشد النصب في تصوير هذه المسوخ المفزعة، وتحديد مواطنهم على الخرائط. ومضت قرون طوال والناس يعتقدون أن أية خريطة جغرافية خالية من ذكرهم، لا يمكن أن تنال رضاء المحافظين من أصحاب الكنيسة.
أما التصور «الثاني» فمستمد مما ذكر في الأسفار المقدسة عن «الرياح الأربعة». ولقد قام على هذا التصور اعتقاد ثابت في حقيقة وجود هذه الرياح، فظهرت رموزها على الخرائط الجغرافية في صورة أدمغة عظيمة الحجم، منتفخة الوجنات، ترسل رياحا زعازع في اتجاه أورشليم.
ولقد نجد - حتى بعد أن زالت هذه التصورات واكتسحت من عالم الفكر الإنساني - دلائل توحي إلينا بين حين وحين، أن الناس قد عانوا أشد الصعاب وأمض الشكوك في رفض تلك الفكرة التي قامت على تفسيرات فسرت بها الأسفار المقدسة، والتي كانت تلزمهم الاعتقاد بأن سلطات السماء إنما تتدخل تدخلا فعليا مباشرا في تسيير الظاهرات الطبيعية الواقعة من حولهم. وآية ذلك أنك تقع على خريطة جغرافية وضعت في القرن السادس عشر مثلت الأرض بكرة وفي كل من قطبيها ذراع ملتو، وبجانبه ملك يجد عاملا على تحريك الأرض بهذا الذراع حول محورها. وترى في خريطة أخرى أن يد الله قد امتدت من بين السحب رافعة الأرض بحبل متين يفتله بين إبهامه وسبابته لتدور الأرض. حتى إذا ما انحدرت مع الزمان إلى أواسط القرن السابع عشر ألفيت «هايلين»
Heylin
أشهر ثقات الجغرافيين من الإنجليز، قد نزع طافرا إلى المزج بين العلم واللاهوت؛ فقد حاول أن يجعل أحدهما يؤيد الآخر على الطريقة التالية. «المياه مع الأرض كتلة واحدة، ولكن المياه أعلى من الأرض؛ أولا: لأن الماء إن كان جسما إلا أنه أقل من الأرض ثقلا، وثانيا: لأن المسافرين بحرا قد لاحظوا أن سفنهم تسرع حركتها كلما أقدمت على الشاطئ كما تقل إذا مضت مبتعدة عنه، وأن لا سبب لذلك إلا أن المياه أعلى من الأرض، وثالثا: إذا وقفنا على الشاطئ نجد أن المياه تأخذ في الارتفاع شيئا فشيئا حتى إذا بلغت الأفق ظهرت كتلا مستديرة تحجب ما وراءها، وعلى هذا لا يمكننا أن نعلل ارتفاع ماء البحر عن الأرض من غير أن يغشاها، إلا بإرادته القدسية التي اقتضت أن تقف المياه كتلة واحدة، وأن لا تعود تغشى الأرض مرة أخرى.» (3) سكان الأرض
بينما كان المذهب في كروية الأرض لا يزال يهتز متراوحا بين متناوح رياح الفكر، بعث من العدم سؤال آخر خيل إلى اللاهوتيين أنه أشد من كروية الأرض خطرا وأبلغ أثرا، فإن القول بكروية الأرض قد أدى بطبيعة الحال إلى التفكير في سكانها الآهلة بهم، وهنالك أفرخت جرثومة قديمة من جراثيم الفكر الخالد، فانتعشت عائدة إليها الحياة في صورة فكرة، هي فكرة الأنتيبود
Bilinmeyen sayfa