Din ve Bilim Arasında: Orta Çağlarda Astronomi, Coğrafya ve Evrim Bilimlerine Karşı Mücadele Tarihi
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Türler
Origen
وغيره من آباء الكنيسة في عصورها الأولى، وأكب على درس مائدة الخبز المقدس - خبز التقدمة - التي تكون في الهيكل العبراني. ولقد أثبت سطح تلك المائدة «لقوزماس» أن الأرض سهل منبسط انبساطا، كما أثبت اتساعه أن عرض الأرض هو بمقدار نصف طولها.
أما أركانه الأربعة فتمثل فصول السنة: الصيف والشتاء والربيع والخريف. وتشير الاثنا عشر رغيفا التي توضع فوقها إلى شهور السنة. والفراغ الذي يحيط بتلك المائدة إنما يرمز به إلى المحيط العظيم الذي يغشى الأرض من جميع جهاتها. ومن أجل أن يعلل حركة الشمس، اعتقد «قوزماس» أن عند طرف الأرض الشمالي يقع جبل عظيم، خلفه يكون مقر الشمس أثناء الليل. غير أن بعض الذين علقوا على كتاباته قد أبدوا بعض الشك في هذه الفكرة، ليقولوا بأن الشمس إنما تدفع إلى حفرة إذا جن الليل، ثم ترفع منها عند تنفس الصباح.
وما من شيء هو أبعث على الانفعال الهادئ من تلخيص «قوزماس» لمجمل نظرياته الكونية؛ إذ يقول: «لهذا نقرر مع «أشعياء» بأن السماء التي تتضمن هذا الكون الفسيح عبارة عن قبة صلبة القوام، ونقضي مع «أيوب» بأنها متصلة بالأرض، ونسلم مع «موسى» بأن طول الأرض أعظم من عرضها.» ولم ينته من مقالته هذه إلا وهو يؤكد أن ليس موسى والأنبياء وحدهم، بل الملائكة والحواريون أيضا، متفقون على ما في مذهبه من حق، وأن الله في اليوم الآخر سوف ينزل غضبه على كل من لا يسلم به، أو يتشكك فيه.
وهذه النظرية، على الرغم من أنها مستمدة من نصوص التوراة، فإنها - كما رأينا من قبل - نتيجة تطور طويل في الفكرة اللاهوتية، أخذت بوادره تظهر في ثنايا العقل الإنساني من قبل أن تكتب أسفار التوراة والإنجيل والمزامير بزمان طويل. وليس من غرابة في أن «قوزماس» - وهو مصري كما تعرف - يعمد إلى هذا المذهب الذي نشأ وترعرع على ضفاف النيل وفوق أرض مصر منذ أبعد عصور المدنية وعلى الصورة التي نراه ممثلا بها في النقوش التي لا تزال قائمة على جدران المعابد المصرية القديمة، وأن يشد ذلك المذاهب من أطرافه مستعينا بأسفار التوراة العبرانية، حتى يخرج منه بمذهب يدمجه من تضاعيف المعتقد النصراني. غير أن عالم اللاهوت بأجمعه كان على جهل تام بحقيقة تلك ذلك التطور الأولي الذي بدأ في عصور الوثنية. فإن نظرية «قوزماس» قد قبلت على أنها وحي أنزل على قلبه، وما لبثت أن اعتبرت في عالم الدين كحصن حصين ثابتة أسسه على الأسفار المقدسة. ولقد وقف كثير من جهابذة الكنيسة أنفسهم على تنمية هذا المذهب، عاملين على تقويته بكثير من نصوص الكتب المنزلة حينا، أو متوسعين فيه من طريق الأسلوب اللاهوتي حينا آخر. أما المؤمنون فاعتبروه هبة عظمى حباهم بها الواحد القهار. ولقد ظل هذا المعتقد ثابتا حتى نهاية القرون الوسطى. فإنك ترى «يوحنا سان غنيميانو»
John st. Genemiano
قد بذل أقصى الجهد في الدفاع عنه والنضح عن حياضه. ولقد حذا حذو «قوزماس» في أن يتخذ الهيكل العبراني لآرائه عمادا، مظهرا كيف أن الفكرات الحديثة في شكل الأرض وسعتها وزينتها من الممكن التوفيق بينها وبين النصوص الإنجيلية المنزلة.
من هذا المعتقد القديم في حقيقة الكون وأنه عبارة عن سكن أو منزل، السماء طابقه الأعلى، والأرض طابقه الأسفل؛ فاضت آراء لاهوتية كثيرة حشيت بها الميثولوجيا الوثنية واليهودية والنصرانية. وفي تضاعيف تلك الميثولوجيا تغلغلت أساطير عن ذوات فانية أرادت أن تصل إلى طابق الكون الأعلى، متسلقة من طابقه الأسفل. ومن أخص هذه الأساطير اليونانية التي نشأت حول اسم «ألويدا»
Aloidae
الذي حاول أن يصل إلى السماء بأن يجمع الجبال أكداسا بعضها فوق بعض، ولكنها تحطمت وصعقت للحضيض. ومنها الأساطير الكلدانية والعبرانية في ذلك الجبار الذي أراد أن يبني في «بابل»
Bilinmeyen sayfa