Din ve Bilim Arasında: Orta Çağlarda Astronomi, Coğrafya ve Evrim Bilimlerine Karşı Mücadele Tarihi
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Türler
وهذه الفكرة التي ترمي إلى إمكان نشوء الأحياء بوساطة أسباب ثانوية منفصلة عن أعمال الخلق الأصلي، قد ساعدها على البقاء والنماء ضرورات لاهوتية لم يكن عنها من محيص. فإنه شيئا فشيئا وعلى مقدار ما كان يتسع مجال النظر في مخلوقات العالم العضوي، أصبح عدد الحيوانات الدنيا والكائنات المجنحة والأشياء الزاحفة
Creeping Things
مصدرا للشعور بعبء ثقيل ينوء على قصة الخلق المقدسة بكل ثقله. وشيئا فشيئا أخذ الشعور يتحول نحو إمكان التوفيق بين ما يقتضى لله القاهر من عظمة وكرامة، وبين عمله في خلق هذه الكائنات الحقيرة وحشرها أمام آدم ليسميها، وكذلك إمكان التوفيق بين مقدرة آدم المحدودة بصفته الإنسانية وبين استطاعته أن يسمي «كل كائن حي» أو التوفيق بين اتساع فلك نوح وبين ما يحتاج حملها من الفراغ الكبير، ومقدار الغذاء الضروري لتقويم حياتها على مختلف ضروبه، سواء أكان ما حمل منها أزواجا أو سبعات، كما ذكرت في موضعين مختلفين من الكتاب المقدس.
ولقد كانت الفكرة في اتساع الفلك مصدرا لكثير من الاضطرابات. فإن «أوريغن» قد عمد لدى الكلام في ذلك إلى فرض أن الذراع
Cubit
كان ستة أضعاف مقداره المعروف في عصره. وأبان «بيده» عن قدرة نوح ليبني مثل هذا الفلك بأن فرض أنه ظل يعمل في بنائه مائة من السنين. ولما أراد الكلام في مقدار الغذاء الذي كان من الواجب أن يحمله فيه، أعلن أنه لم يكن هنالك من حاجة لأن يحمل معه من الغذاء إلا ما يكفي يوما واحدا، ما دام أنه في قدرة الله أن يلقي على الحيوانات سباتا عميقا، أو أن يصنع بها غير ذلك من معجزة تجعل غذاء يوم واحد كافيا لحفظ حياتها، وكذلك حاول أن يخفف ضغط الحقائق على الإيمان فخفض من عدد الحيوانات التي حملت في الفلك، مستندا في ذلك إلى نظرية أوغسطين التي سبق شرحها، من القول بنشوء الحشرات من المواد المتعفنة والجيف.
ومما لا ريبة فيه أن هذه الضرورة اللاهوتية كانت من بين الأسباب ذات الخطر التي حفزت القديس «إيزيدور الإشبيلي» في القرن السابع، أن يدمج هذه النظرية، مستعينا بالقديس باسيل والقديس أوغسطين، في مؤلفه الإنسيكلوبيذي الكبير الذي ظل في منتجع الفكر ومرجع الطلاب في حقيقة الله والطبيعة أجيالا عديدة. ولقد مهر هذا القديس، عالم اللاهوت بمذهب الخلق بأن جعله أكثر ذيوعا وانتشارا بين المؤمنين؛ إذ قربه إلى الأذهان بأمثال ضربها فقال: «إن النحل إنما يحدث من لحم الثور المنحل، والخنافس من لحم الحصان، والجراد من البغال والعقارب من السراطين.» ومن أجل أن يؤيد هذا المذهب بقوة جديدة تلوح معها مثل هذه الاستحالات العضوية في حيز الإمكان، يعمد إلى الرواية التي جاءت في الكتاب المقدس عن «نبوخذ نصر»
Nebuchadenezzar
وهي رواية من الظاهر أنها كانت ذات أثر واضح في الفكر العلمي خلال العصور الوسطى، معلنا أن كثير من بني آدم قد استحالوا حيوانات فصاروا على الأخص خنازير أو ذئابا أو بوما.
إن مذهب «المخلوقات البعدية» - أي المخلوقات التي ظهرت «بعد» اليوم السادس من أيام الخلق - قد مضى يستجمع الأسانيد والقوى الفكرية من حوله، حتى إذا كان القرن الثاني عشر، ظهر بطرس لومبارد في ملخصه اللاهوتي المسمى «الجمل»
Bilinmeyen sayfa