Battalions and Expeditions around Medina and Mecca
السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı Numarası
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
Yayın Yılı
١٩٩٦ م
Türler
ولا يفوتني بل أجده من الواجب عليَّ أن أنوِّه بصاحب الفضل على ابن حجر في وضعه هذا الكتاب، بل بصاحب الفضل على العلماء وطلبة العلم والمسلمين كافة في حفظ الصحيح المسند من سنة نبينا ﷺ صاحب أصحِّ كتاب بعد كتاب الله ﷿ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ﵀ الذي رصّعت في الثناء عليه كتب الرجال، وتسابق المترجمون في وصف أحواله، وتشرفوا بنشر أقواله وأفعاله، لذلك فسوف أتكلم عنه بشكل مختصر.
لقد التزم البخاري ﵀ الصحة والدقة والتحري الشديد في وضعه هذا الكتاب العظيم، فلم يورد فيه إلا حديثًا صحيحًا، وهو مستفاد من تسميته إياه "الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله ﷺ وسننه وأيامه" ثم رأى أن لا يخليه من الفوائد الفقهية والنكت الحكمية، فاستخرج بفهمه من المتون معاني كثيرة فرقها في أبواب الكتاب بحسب تناسبها، واعتنى فيه بآيات الأحكام، فانتزع منها الدلالات البديعة، وسلك في الإشارة إلى تفسيرها السبل الوسيعة، وقد بذل في تمحيصه وتدقيقه جهدا جبارًا، فها هو يقول: "صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته فيما بيني وبين الله"١.
ويقول أيضا: "صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثًا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته"٢.
ولكي نعرف قيمة هذا الكتاب نستمع إلى هذه القصة. يقول أبو زيد المروزي: "كنت نائمًا بين الركن والمقام فرأيت النبي ﷺ في المنام، فقال لي: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي، ولا تدرس كتابي، فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ قال: جامع محمد بن إسماعيل"٣.
_________
١ هدي الساري (٤٨٩) .
٢ المصدر السابق.
٣ المصدر السابق.
1 / 46