Fethin Kahramanı İbrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Türler
وكان الباب العالي قد أبرم مع روسيا معاهدة، بل محالفة، تجعل تركيا تحت حماية القيصر، فبعد هذه المعاهدة أراد الباب العالي نكث عهده وإلغاء اتفاق كوتاهيه، ولكن اللورد بونسوبي قاوم هذا الرأي ليظل مستندا على مصر لتقوية نفوذه في الآستانة، فأبلغ الباب العالي «أن محمد علي يدفع الآن للباب العالي أكبر مبلغ يصل إليه من جميع ولاياته، وأن من مصلحة السلطان الآن أن يستبقي مودة هذا الوالي، وأن ولاية محمد علي تنتهي بانتهاء حياته، وأن من مصلحة هذا الوالي ألا يدع سلطة روسيا تبسط على إستامبول. وقد لا يكون الوقت الذي يحتاج فيه السلطان إلى جميع قوات السلطنة بعيدا ليصون استقلاله من روسيا. فمن حسن السياسة أن يربح السلطان مودة محمد علي له سواء كان بالإنعامات أو بسواها استبقاء لثقته.»
ولما قدم ترجمان السفارة الإنكليزية هذه النصائح في 29 مايو لريس أفندي قال له هذا: «أنا أعلم أن فرنسا وإنكلترا هما صديقتا الباب العالي وأنا أبوح لك بأني لا أفهم كيف صار عدونا القديم روسيا صديقنا المخلص لنا اليوم.»
وأما محمد علي، فإنه لا يكون في حجر السلطان إلا الثعبان الذي يدفأ في هذا الحجر.
وهذا القول يدل على الدسائس التي أخذ الباب العالي يدسها لمحمد علي في بلاد سوريا وعلى جده في استعادة قوته. ولكن فكرة الإمبراطورية العربية كانت متأصلة في نفوس العرب وفي نفس إبراهيم، حتى كتب الكولونيل تايور قنصل إنكلترا في بغداد إلى الكولونيل كامبل قنصل إنكلترا في الإسكندرية في 6 نوفمبر 1833 من بغداد يقول: «إن هذه الولاية هي الآن في أشد حالات البؤس والضيق تحت حكم علي باشا الذي كان قبل مجيئه إلى بغداد واليا على حلب. وأنظار الشعب العربي متجهة في هذه المحبة نحو إبراهيم.» والحقيقة أن سياسة إبراهيم منذ الساعة الأولى كانت غير سياسة محمد علي، حتى كتب بروكس أوستن إلى الكونت مترنيخ في 16 يوليو 1833 يقول:
إن أسبابا عديدة تثبت أن فكرة تأليف الإمبراطورية العربية لا تزال حية ولا تزال موجودة، ولكني أرى إلى جانب العقل المدبر عقل محمد علي، المطامع الواسعة والهمة العالية في صدر ولده وخليفته. فإبراهيم ابن هذا العصر، وقد تربى تربية عصرية عالية، وتنزه عقله عن الانطباع على الخضوع للسلطان بحكم المبادئ الدينية. وإني لأرى - إلى جانب ضعف الباب العالي وهزاله - جيشا عربيا قويا ممرنا على أحدث مبادئ القتال، وأرى أسطولا قويا، وكلا الجيش والأسطول يسهل مضاعفتهما. أضف إلى هذا كله يقظة الروح العربية بعد سباتها، فمحمد علي يتمتع بحسن السمعة والصيت الحسن في جميع الأقطار العربية.
والظاهر أن مندوب النمسا استند إلى تقرير قدم إلى محمد علي قبل ذلك، وهذا التقرير وجد في سجلات وزارة خارجية إنكلترا، وهو بنصه:
إن أصدق ترتيب وأفضل تنظيم هو أن تؤلف المملكة العربية من مصر وبلاد النوبة وسنار ودارفور وكردوفان في إفريقية، ومن البلاد العربية كلها حتى الخليج الفارسي، ومن الشاطئ الشرقي لنهر الفرات، مع دخول سوريا كلها في هذه المنطقة.
فإذا تم ذلك يحييكم العالم العربي، كما يحيي الثائر للخلافة الإسلامية وللخلفاء الراشدين، وكما يحيي الرجل الذي أرسله الله لإنقاذ الإسلام، وكل عربي ينظر إليه اليوم كمتجه أمانيه وآماله.
وهذه الروح الدينية والسياسية قد تحولت كل التحول عن الإنسانية إليكم. وهذا شريف مكة هو أول المعجبين بقوتكم وعظمتكم، والرأي العام يرافقكم ويؤيدكم بأصدق أمانيه ودعائه، ولا ريب ولا شك في أفضلية وسائلكم على ما عند الباب العالي.
ولبلوغ الغرض يجب النداء بمفاوضة أعيان بغداد وزعماء الشعب على الشاطئ الشرقي من الفرات والإنكليز، لا يعارضون بالتقرب من الأئمة في الخليج الفارسي، وتستطيع سعادتكم بتوطيد نفوذكم هناك في حماية التجارة والصناعة والدين، ونحن نثق بقرب حلول نكبة في إستامبول، فإنكلترا وفرنسا لا تستطيعان الحيلولة دون ذلك، والنمسا وروسيا لا تريدان هذه الحيلولة.
Bilinmeyen sayfa