Fethin Kahramanı İbrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Türler
تحرص الأمم الراقية والشعوب الناهضة على إحياء ذكرى مفاخرها ومآثرها، والإشادة بها على مر السنين؛ لأنها بذلك تجمع بين تمجيد المحسنين وتسجيل الاعتراف بالجميل لرجالها النابهين، وبين تنشيط النفوس وإنعاشها وبث روح الثقة والتجديد فيها، ونشر ألوية الغبطة والفخار في كل مكان.
لهذه الاعتبارات الحيوية الجليلة، ننتهز هذه الفرصة السعيدة يا مولاي: فرصة مرور مائة عام على فتح عكا على يد جدكم العظيم، المغفور له إبراهيم باشا؛ لنحتفل بهذه الذكرى المجيدة في ظلال تمثاله، وبين يديكم الكريمتين.
ففي مثل هذه الساعة، وفي مثل هذا اليوم من عام 1832، استولى البطل إبراهيم على حصون عزت على غيره من الغزاة الفاتحين، وسجل لمصر بفعاله وبسالة جنده نصرا عظيما في صفحة الخلود.
ونحن بتمجيدنا هذا اليوم، إنما نمجد أسرتكم وجيشكم، ولا يحدونا في هذا التمجيد إلا عاطفتان اثنتان: عاطفة الإخلاص والولاء من ناحية، وعاطفة الإعجاب والفخار من ناحية أخرى.
فأما أسرتكم الكريمة، فإن مصر بأسرها لتذكر بالحمد والثناء أياديها البيضاء عليها، فهي التي وطدت في البلاد دعائم المدنية، وشيدت فوق الدعائم خير المنشآت.
وأما جيشكم الماثل أمام جلالتكم، فهو - يا مولاي - سليل تلك الجيوش الفاتحة، من حيث روحها واستعدادها، ومن حيث نظامها وولائها للوطن العزيز، وعرشكم المفدى.
نعلن ذلك في غبطة وفخار، ونحن أبعد ما نكون عن الإشادة بالحرب وما إليها، وحسبنا أن العالم بأسره يعرف ميلنا للسلام؛ إذ السلام شعاركم وشعار أمتكم، والناس على دين ملوكهم.
أدامكم الله يا مولاي ذخر البلاد وحصنها المنيع، وإن جيشكم الباسل لينتهز هذه الفرصة ليقدم فروض الولاء والإجلال لقائده الأعلى، وإن شعبكم المجيد لينتهز هذه الفرصة كذلك ليظهر فيها حبه والتفافه حول مليكه العظيم.
ولما انتهت الخطبة صفق الحاضرون لها طويلا ودوى بوري الجيش، ثم نادى الضباط: «تحية عسكرية!» فوضع الجنود أسلحتهم، الوضع العسكري الذي يؤدي معنى التحية، وأدى الضباط «سلام الملك»، فصدحت الموسيقى بالسلام الملكي، وهتفت قوات الجيش كلها: «يعيش فؤاد ملك مصر» ثلاثا، ثم صدحت الموسيقى بالسلام الملكي. وبعد ذلك اتجه جلالته نحو السيارة مودعا كبار المحيطين به، وصافح دولة صدقي باشا معربا عن سروره وإعجابه، وسار في عاصفة من الهتاف بحياته اشتركت فيها الجماهير العديدة.
وبعد ذلك تقدم حضرة صاحب السعادة علي جمال الدين باشا وزير الحربية ووضع عند قاعدة التمثال إكليلا جميلا من زهور القرنفل البيضاء على شكل دائرتين في أرضية من أوراق الزهر الخضراء. وفي وسط الإكليل شريط طرز عليه بواسطة مصنع الكسوة الشريفة العبارة التالية بخط فارسي جميل:
Bilinmeyen sayfa