ينسب إلى شيء، بل كل شيء ينسب إليه، ولا يحمل على شيء، بل كل شيء يحمل عليه، وهو متفق من كل وجه، يطرب به الراضي، ويقنع به الغضبان، مشرق في نفسه، موثوق بحكمه، معمول بشرطه، معدول إلى قضيته، به خلق الله ﷿ السماء والأرض، وعليه أقام الخلق، وبه قبض وبسط، وحكم وأقسط.
فأستدع - أيدك الله - نشاطك الشارد، وراجع بالك الرخي، وجل بفهمك في رياض عقول القدماء، وأنظر إلى مآثر هؤلاء الحكماء، وأطلع على نوادر فطن الأدباء، وأجمع بين طيب السلف، وخبيث الخلف، فما تخلو عند جولانك فيها من جد أنت سعيد به، وهزل أنت مداري فيه، ورأي أنت فقير إليه، وأمر لعلك محمود عليه: البسيط
فالدهر آخره شبه بأوله ... ناس كناس وأيام كأيام
وإذا حفظت ما مضى، حذرت ما بقي.
وأجعل نهاية حالك، وقصارى أمرك، فيما تستفيد من هذا الكتاب، وعساه يجمع ألفي ورقة، أن تكون ساليًا عن هذه الدنيا، قاليًا لأمورها، واثقًا بالله تعالى، مطمئنًا إليه، ممتريًا لمزيده، منتظرًا لموعوده، عالمًا بأنه أولى بك، وأملك لك، وأقرب إليك، فإنه متى خلاك من توفيقه عثرت عثارًا بعد عثار،
1 / 7