المقالة الثانية فى تعرف الأقوال الشارحة الموصلة الى التصور وفيها فصلان
الفصل الأول فى بيان أصناف ما يفيد التصور
وقبل ذلك نشير اشارة خفيفة الى معنى القول، فالقول هو اللفظ المركب وقد عرفته.
وتركيب اللفظ على انحاء وما يهمنا منها فى غرضنا هو تركيب التقييد وهو أن يتقيد بعضه بالبعض، بحيث يمكن أن يقع بين أجزائه لفظة «الذي هو» مثل قولنا: «الحيوان الناطق المائت» ، أى الحيوان الذي هو الناطق الذي هو المائت ومثل هذا المركب يسمى المقيد ويفيد التصور لا محالة.
واذا عرفت هذا فاعلم أن القول أى المفيد للتصور منه ما يسمى حدا ومنه ما يسمى رسما ومنه ما هو شارح لمعنى الاسم من حيث اللغة فقط والخطب فيه يسير، فان الطالب يقنع بتبديل لفظ بلفظ أعرف عنده منه كتبديل الانسان بالبشر والليث بالأسد، أما الحد والرسم فيجب الاعتناء ببيانهما اذ هما مقصود اهذه المقالة.
وكل واحد منهما ينقسم الى التام والناقص.
والحد التام هو «القول الدال على ماهية الشيء» (1) ، فيعلم من هذا أن اللفظ المفرد لا يكون حدا، اذ القول هو المركب، وكذلك يعلم أن ما لا تركيب فى حقيقته وماهيته فلا حد له.
Sayfa 142