موضوع.
وأما ان عنى بالضدين ما يتعاقبان على محل، كان ذلك المحل مادة أو موضوعا، كان لبعض الجواهر ضد وهى الجواهر الصورية.
لكن هذه الخاصية ليست للجوهر بالقياس الى كل عرض، بل بالقياس الى بعض الاعراض فان الكمية لا ضد لها أيضا كما نبينه.
وتتبع هذه الخاصية اخرى وهى أن الجوهر لا يقبل الاشتداد والتنقص فأن المشتد يستدعى حالة هى ضد الحالة التى يشتد إليها واشتداده هو أن ينسلخ عن حالة يسيرا يسيرا متوجها الى اخرى يكتسبها يسيرا يسيرا وهذا لا يكون الا بين ضدين ولا تضاد فى الجوهر وما تساهلنا (1) فى ثبوته للجوهر فطريانه دفعة لا يسيرا يسيرا ولا يتصور بسببه الاشتداد والنقص.
وكما أن الجوهر لا يقبل الاشتداد والتنقص على سبيل الحركة، كذلك لا يكون جوهر ما هو أشد فى جوهريته من جوهر آخر.
فلا يكون انسان أشد فى انسانيته من انسان آخر ولا فرس أشد من فرس فى فرسيته كما يكون بياض أشد فى بياضيته من بياض آخر وسواد أشد فى سواديته من سواد آخر.
وليس معنى هذا الأشد هو الأولى الذي حكمنا بثبوته فى الجوهر، فأن الأولى يتعلق بوجود الجوهرية والاشد يتعلق بماهية الجوهرية، والكم أيضا يشارك الجوهر فى هذه الخاصية.
ومن خواص الجوهر التى لا يشركه فيها شيء من الاعراض، أن الجوهر
Sayfa 109