الفصل الاول فى الاسم والكلمة والأداة
قد بينا أن الغرض من المنطق معرفة الأقوال الشارحة والحجج وكل واحد منهما مؤلف لكن الحجة أكثر تأليفا.
فان تركيب الحد والرسم من المفردات، والحجة لا تتركب أولا من المفردات، بل يقع تركيب المفردات أولا فى أمور هى قضايا ثم تركب من هذه القضايا انواع الحجج.
والنظر فيما منه التأليف قبل النظر فى المؤلف فلا جرم وجب تقديم النظر فى القضايا واصنافها على القياس والنظر فيها محوج تعرف هذه المفردات الثلاثة وهى الاسم والكلمة والاداة.
فالاسم لفظ مفرد يدل على معنى من غير دلالة على زمان ذلك المعنى كزيد وعيسى وقائم وكاتب وقد يشكك على هذا بلفظة أمس والمقدم ولفظة الزمان فان هذه كلها أسماء ومع ذلك دالة على الزمان.
فنقول فى حل هذا الشك ان قول القائل يدل على زمان المعنى أو لا يدل، يقتضي أن يكون المعنى متحصلا فى نفسه دون الزمان ويكون الزمان أمرا مقارنا لذلك المعنى لا هو نفسه ولا داخل فى حده.
وفى أمس وغد والزمان نفس المعنى هو الزمان لا أن الزمان خارج عن نفس المعنى لا حق به.
والمقدم دال على معنى جزؤه الزمان وجزء الشيء لا يكون مقارنا لمعنى الشيء بل يقارن جزأه الآخر فيحصل مجموعهما معنى الشيء كاملا، فليس للمقدم اذن دلالة على زمان خارج عن معناه والدلالة المنفية هى دلالة الاسم على زمان خارج عن نفس معناه، اذ قلنا يدل على معنى من غير دلالة على
Sayfa 162