50

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

Yayıncı

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

الإسكندرية - مصر

Türler

العَجلَة أمُّ الندامات قال قتادة بن دعامة -رحمه الله تعالى-: "قد رأينا والله أقوامًا يُسرعون إلى الفتن، وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبةً لله، ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفسًا، وأثلج صدورًا، وأخف ظهورًا من الذين أسرعوا إليها، وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازاتٍ على قلوبهم كلما ذكروها، وَايمُ اللهِ! لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت، لعقل فيها جيل من الناس كثير (١). وقال محمَّد بن طلحة: رآني زُبيد مع العلاء بن عبد الكريم، ونحن نضحك، فقال: "لو شهدتَ الجماجم (٢) ما ضحِكتَ، ولوددتُ أنَّ يدي -أو قال: يميني- قُطِعت من العضُد وأني لم أكن شهدتُ" (٣). وعن إسماعيل بن أبي خالد قال مرة: "شهدت فتح القادسية، في ثلاثة آلاف من قومي؛ فما منهم من أحد: إلا خف في الفتنة غيري، وما منهم أحد: إلا غبطني" (٤).

(١) "حلية الأولياء" (٢/ ٣٣٧). (٢) انظر خبر فتنة ابن الأشعث، ووقعة "دير الجماجم" في "البداية والنهاية" (٩/ ٣٥ - ٣٧)، (٩/ ٤٠ - ٤٣)، (١٢/ ٣٤٧ - ٣٥٥)، و"سير أعلام النبلاء" (٢/ ٤٣). (٣) انظر: "سؤالات أبي عبيد الآجري" رقم (٩٦)، و"المعرفة والتاريخ" (٣/ ١٠٩)، و"تاريخ مدينة دمشق" (١٩/ ٤٧٣). (٤) "حلية الأولياء" (٤/ ١٦٣).

1 / 50