148

Basair Dhawi Tamyiz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Soruşturmacı

محمد علي النجار

Yayıncı

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Yayın Yeri

القاهرة

قوله ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ﴾ هذه الآية مكرَّرة ثلاث مرات. قيل: إِنَّ الأَولى لنسخ القبلة (والثانية للسبب، وهو قوله: ﴿وَإِنَّهُ لِلْحَقِّ مِنْ رَبِّكَ﴾ والثالثة للعلَّة، وهو قوله: ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ﴾ . وقيل: الأُولى فى مسجد المدينة، والثانية (خارج المسجد، والثالثة) خارج البلد. وقيل فى الآيات خروجان: خروج إِلى مكان تُرى فيه القبلة، وخروج إِلى مكان لا تُرى، أَىِ الحالتان فيه سواءَ. وقيل: إِنما كُرر لأَن المراد بذلك الحالُ والزمان والمكان. وفى الآية الأَولى [﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ وليس فيها] ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ [وفى الآية الثانية ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾] وليس فيها ﴿حَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ فجمع فى الآية الثالثة بين قوله ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ وبين قوله ﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ ليُعلم أَن النبى والمؤْمنين سواء.
قوله ﴿إِلاَّ الذين تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ﴾ ليس فى هذه السورة ﴿مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ وفى غيرها ﴿مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ لأَن قبله ﴿مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَاهُ﴾ فلو أَعاد أَلْبَس.

1 / 149