وفي 1920 عندما ألفت مع بعض الزملاء الحزب الاشتراكي، كانت هذه الأفكار وغيرها عنصرا أساسيا في تفكيري، أرغب في نشرها وأجعل من الحزب بؤرة لبحثها ومناقشتها هي وغيرها؛ مما يجعل شعبنا عصريا يحيى في أفكار القرن العشرين ويسير في مواكبه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولكن سعد زغلول في 1924 سلط علينا النيابة العامة. التي هجمت علينا، وحققت معنا، وشرعت تعتقل بعضنا، حتى قتلت هذه البذرة التي كان يمكن أن تنبت وتتفرع وتشيع نورا يضيء ظلام تقاليدنا المصرية والاستعمار الإنجليزي، وأصبح التفكير الاشتراكي من ذلك الوقت خطرا.
ولو أن هذا التفكير كان مباحا رائجا في عقول الناس، لكنا قد فهمنا الاستعمار الفهم الصحيح، ولكنا قد كافحناه الكفاح البصير.
ولكن الجهل الذي يسود العقول ويظلمها منع عنا هذا النور، وجعل من التفكير الاشتراكي جريمة يتوقاها الشبان ويخشون عواقبها.
وفي 1951 كنت عائدا من فرنسا إلى مصر على إحدى البواخر، وكان معي «البيان الشيوعي» لكارل ماركس، فكنت أقرأه صفحة بعد صفحة وأقطع ما أقرأه وأطرحه في البحر، حتى لا «يضبط» معي عند نزولي في الإسكندرية.
ثمرة، هي حلال في الأمم المتمدنة، وهي حرام على أبناء مصر.
أسلوب شو
ليس له أسلوب ...
يكتب شو كما يتكلم، وهو يتكلم في صراحة ودقة، ولكنه يفكر كثيرا؛ ولذلك أسلوبه صريح، دقيق، حافل بالأفكار التي تستهوينا فلا نلتفت أقل الالتفات إلى أسلوب الكتابة وترتيب الكلمات، وحين نتوقف ونلتفت نجد أنه يكتب الأدب كما لو كان يكتب موضوعا علميا كله دقة ورصانة وترتيب، والقيمة الأولى في كل ذلك للأفكار.
وليس في أسلوبه ما نسميه قوة التعبير، أو حلاوة التعبير، كما ليس فيه مبالغة أو إسراف في استعمال كلمة زائدة أو جملة رائعة، وإنما نحن نتأثر بقوة المنطق في أفكاره، ونرتاح إلى اقتناعنا به، وإلى أننا نتعلم منه أصول التفكير الناضج، وأكثر من هذا نحس أننا في تعلمنا منه نعالج الموضوعات والمشكلات الرئيسية في هذه الدنيا: الدين، العلم، السياسة، الزواج، التربية، الضمير، الحرب، الإجرام، وسائر ما يتصل بهذه الموضوعات، وأكثر ما يهتم له برنارد شو هو موضوع التطور والفقر.
Bilinmeyen sayfa