[و] روى الإمام أحمد في ((الزهد)) من مراسيل الحسن: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يعذب [الله] حبيبه، ولكن قد يبتليه في الدنيا)).
وأقول:
إذا اشتدت البلوى تخفف بالرضا ... عن الله قد فاز الرضى المراقب
وكم نعمة مقرونة ببلية ... على الناس تخفى والبلايا مواهب
ومن فوائد الابتلاء: النظر إلى قهر الربوبية، والرجوع إلى ذل العبودية، فإنه ليس لأحد مفر عن أمر الله وقضائه، ولا محيد له عن حكمه النافذ وابتلائه، إنا لله ملكه وعبيده، يتصرف فينا كما يشاءه ويريده، وإنا إليه راجعون في جميع أمورنا وإليه المصير يجمعنا لنشورنا.
ومنها: حصول الإخلاص في الدعاء، وصدق الإنابة إلى الله [تعالى] والإلتجاء وشدة التضرع لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}.
قال بعض السلف: سنة الله استدعاء عباده لعبادته، بسعة الأرزاق، ودوام المعافاة، ليرجعوا إليه سبحانه بنعمته، فإذا لم يفعلوا ابتلاهم بالبأساء والضراء، لعلهم إليه يرجعون.
Sayfa 113