184

============================================================

1 فى نفسه ضعف حلله وخسة قصده، فهذا إن مات قبل التوبة خيف عليه، وإن وفق لها قبل الأجل، وأضاف إلى العلم العمل ، وتدارك ما فرط ، التحق بالفائزين . ورجل اتخذ علمه ذريعة إلى التكائر بالمال ، والتفاخر بالجاه ، يدخل بعلمه كل مدخل ليقضى من دنياه وطره ، ويضمر آنه عند الله بمكان لاتسامه بسمة العلماء فى الزى والمنطق ، مع تكاليه على الدنيا ظاهرا وباطتنا . فهذا من الهالكين المغرورين ، وهذا هو العالم السوء الذى حذر منه سيد المرسلين ل فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته ، ويجنبنا معصيته ، بمنه ورحمته آمين .

وخوف منه أشد من تخويفه من الدجال اللعين ، فهذا هو الساعى فى هلاك نفسه وبيع آخرته بدنياه ، ومعكم من هذه صفته معين على العصيان، وشريك له فى الخسران ، كبائع سلاح من حربى، أو قاطع طريق ومن أعان على معصية ولو بتلويح وبشطر كلة كان شربكاله قال : وعلماء الآخرة هم الذين لا يأكلون بالدين ، ولا يبيعون الآخرة بالدنياء لما علهوا من عز الآخرة وذل الدنيا ، ومن لم يعلم معاندة الدنيا للآخرة ومضارتها فليس من العلماء ، ومن أنكر ذلك فقد أنكر ما دل عليه القرآن والآثار ، ومن علم ذلك ولم يعمل به فهو أسير الشيطان، فقد أهلكته شهوته، وغلبت عليه شقوته ، فكيف يعد من حزب العلماء من هذه صفته *1 قال : وقد مرض العلماء فى هذه الاعصار مرضا عسر عليهم علاج أنفسهم، لأن المهلك هو حب الدنيا وقد غلب ذلك على العلماء ، فاضطروا إلى الكف عن تحذير الخلق عن الدنيا كى لا تنكشف فضيحتهم، اصطلحو اكى لا يفتضحوا على الاقبال على الدنيا والتكالب عليها ، فبهذا السبب عم الداء ، وانقطع الدواء ، واشتغل الاطباء بهنون الاغواء ، فهم وان صرفوا الناس عن الدنيا بذمهم وقولهم، ققد دعوهم اليها حرصهم وأفعالهم ، ولسان الحال أنطق من لسان القال ، هليتهم إذا لم يصلحوا لم

Sayfa 184