Batı'nın Belagati
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Türler
وكانت ترى في صورتها مرتسمة تتلألأ في عيني، ويخيل إلي أن ابتسامها أشبه بابتسام الملائكة، ثم غنت بصوتها الرخيم العذب: ... أيتها الموسيقى، إنك لبنت الألم! ولغة ابتدعها العقل لتترجم عن الحب، أنزلها الله من سمائه إلى إيطاليا، ومنها جاءتنا بآياتها البينات، وهي ألطف لسان للقلب يحمل فكره التي هي أشبه بالعذارى الخفرة
28
المتهيبة التي تخاف من ظلها وتمشي مختمرة
29
دون أن تخشى العيون.
ومن يعلم مبلغ ما يعقله أو يقوله غلام مثلي، حينما يسمع تأوهاتك التي تولدت من الهواء الذي يستنشقه؟ تنهدات لها رنة حزن أشبه بقلبه لطيفة كصوته.
إن فاجأتها وجدتها ساجمة العبرات، وهذا غاية ما تعرفه، والباقي سر يجهله الناس كأسرار اللجج وغياهب الغابات!
كنا وحدنا تخامرنا الشجون وأنا ناظر إلى لوسيا، وقد خيل إلينا أن صدى أنشودتها يكاد يذيب القلوب، ثم أسندت علي رأسها المثقل بالهموم ، فسألتها هل يشعر قلبك أنك في موقف «ديسديمونا»
30
فلذلك تغالبك الهموم من كل صوب؟! إنك تبكين أيتها المسكينة، وقد تركت شفتي تلثم ثغرك اللطيف إذ أنت هائمة في مفاوز الشجون؛ فكأنني ما قبلت إلا الحزن، وعانقتك فوجدتك مثلوجة الجسم شاحبة اللون، واليوم ولم يمض إلا شهران أراك رهينة الرمس!
Bilinmeyen sayfa