Batı'nın Belagati
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Türler
وإن استطعت أن أتبعها في مجراها لكنت أشرف على الجو والصحاري، ولكني لا أرغب في شيء من جميع ما تنيره ولا أطلب أمرا من هذا العالم العظيم.
ولكن ربما كان بعد هذا الكون عالم آخر تضيئه الشمس وتظله سماء أخرى، ولو تسنى لي أن أترك جثماني في الأرض، وأصعد بروحي إلى السماء لأنظر بعيني ما أراه في الأماني والأحلام، فهناك أنتشي من رحيق المنبع الذي آمله، وأجد ما أتطلبه من الأمل والحب، وهذا غاية ما تشتهيه الأنفس، وليس له اسم في المقام الدنيوي؛ فلم بعد ذاك أمكث في الدنيا دار النفي؛ إذ لا علاقة لي بها ولا شأن لي فيها.
مثلي كمثل الورق الذابل حينما يتساقط من الغابات في المروج، فتحمله الريح إلى الوديان، فاحمليني مثلها أيتها الشمأل العاتية!
الخريف
L’Automne
سلام أيها الغاب المتوج ببقية من الخضرة، وقد اصفرت منك الأوراق وذبلت فتناثرت على العشب. سلام أيتها الأيام الأخيرة من دولة الجمال والهناء، وإني ليروقني النظر إلى حداد الطبيعة على محاسنها التي انقضت وفاتت إذ أجرع ما تجرعه من الألم، وبودي لو أنظر النظرة الأخيرة لشمس باهتة تكاد أشعتها الضئيلة تنير ما تحت قدمي من ظلمة الغاب، وفي هذه الأيام من الخريف التي تحتضر فيها الطبيعة أجد في نظراتها التي يغشاها الموت ارتياحا وابتهاجا، وإن هذا لوداع من حبيب وابتسامة أخيرة من شفتين اقترب منهما دبيب الموت ليطبقهما إطباقا لا انفتاح بعده.
وحري بي وقد كدت أتأهب لفراق أفق الحياة باكيا أياما طوالا وأملا لم أدركه أن أرجع على عقبي، وأشاهد بعين ملؤها الحسد نعما لم أتمتع بها.
أيتها الطبيعة الجميلة الحلوة بأرضها وشمسها ووديانها، لك عندي دمعة أؤديها وأنا على شفا الرمس؛ فالهواء يتضوع نشره والضوء زاه نقي، والشمس تحلو وتجمل في عين المائت.
إني أود أن لا أبقي في هذا الكم
6
Bilinmeyen sayfa