Batı'nın Belagati
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Türler
حياتك في النظر إلى سيدك وموتك في موته، وأي شفقة وحنو منحتهما من الخالق حتى إنك لتحب من يكرههم جميع الناس؟!
وإن كنت - أيها الحيوان - راقدا في مواطئ النعال، فلا أذكر أن قدمي مستك يوما ما احتقارا، كما أني لم أزجرك قط بكلمة تجرح حنانك ورأفتك، لم أرغب عن ملاطفتك أو أمل منها، وما برحت محترما طيبتك وإخلاصك اللذين لا يوصفان، وحامدا الخالق على هذه المنحة التي أودعها فيك وجملك بها.
وكما ينبغي لنا أن نحترم أحقر مخلوقات الله أجد منك بجامع الخلقة والعواطف الشريفة مخلصا وصديقا حميما.
وحينما تقع عينك على عيني تتناجى النواظر وتترجم عن القلوب، وإن ألم بي السهاد، وتجافى جنبي عن الوساد، وأنت بجانب سريري بالمرصاد، يكفي لإيقاظك نفس مضطرب مني.
تقرأ شجوني في عيوني الكسيرة، وتبحث عن همومي في ثنيات أسرة جبيني، وتجتهد في تسليتي بمداعبتي عاضا بلطف يدي المتدلية بجانبك.
وعينك كالمرآة الرائقة إذا واجهتها لا يلبث أن يرتسم فيها حزني وفرحي، ونفسك شريفة عالية، وحبك لا تدركه العقول.
لست في القلوب شيئا وهميا تحتقره العواطف، أو جسما حيا تحركه الملاطفة، يخدع الناظر بحركاته وتصنعه الوداد والرفق.
وحينما تنطفئ هذه العواطف الشريفة من عينك لا أعلم في أي سماء تنشر وتحشر، ولا ريب أن الإنسان والنبات لا يموتان وتنعدم منهما الروح، بل يميتهما الخالق زمنا ما ليبعثهما بعد أمد، ويجمع بين الأرواح وأجسامها، وقدرته عظيمة تسع جميع الخلائق وسنتحاب في الآخرة كعهدنا في الدنيا.
ومهما كان البون
5
Bilinmeyen sayfa