Çağdaş Retorik ve Arapça
البلاغة العصرية واللغة العربية
Türler
والجواب: إننا نفعل ذلك الآن ولكن مع الخيبة والفشل؛ ذلك لأننا لم ندرس اشتقاقات الكلمات، وحتى حين ندرسها لا نستطيع أن نتعرف عليها في هجاء الحروف العربية؛ ذلك لأن حروف العلة عندنا ثلاثة في حين هي ستة عند الأوروبيين؛ ولذلك لا نخطئ النطق عندما نرى الكلمة العلمية في حروف أوروبية، ولكننا نخطئها حين نقرأها في حروف عربية؛ ولذلك لا نفهم اشتقاقاتها عندما نقرأها في لغتنا.
واتخاذ الحروف اللاتينية ييسر لنا درس اللغات الأوروبية التي ينطق بها قرابة ألف مليون إنسان؛ وبذلك تنبسط لنا آفاق رحبة من الثقافة التي نجهلها، وليس علينا عار في ذلك؛ فإن مصر اتخذت قبل ألفي سنة الحروف الإغريقية بدلا من الحروف الهيروغليفية وأوروبا اتخذت الأرقام العربية بدلا من الأرقام اللاتينية والعرب اتخذوا الأرقام الهندية بدلا من الأرقام العربية وهي ما يسميها الأوروبيون الآن «عربية».
والعلوم تحتاج إلى الدقة وقبل كل شيء الدقة.
ولغتنا بنقص حروف العلة وأيضا خلوها من الزوائد والأصول المشتقة من اللغتين اللاتينية والإغريقية لا يمكنها أن تفي بحاجاتنا في التعبير العلمي.
إننا بالصناعة قد شرعنا في أن نحيا حياة عصرية بدلا من الحياة التقليدية التي كنا وما نزال نحيا فيها؛ ولذلك نحتاج إلى ثقافة عملية تؤيد وتدعم حياتنا الجديدة، حياة المجتمع العلمي والبيت العلمي والنقل العلمي والمنطق العلمي واللغة العلمية، إننا سننهض بالصناعة إلى مستوى الحضارة العصرية.
ولكن الصناعة ستبقى أجنبية عنا، لا نفهم رطانتها؛ ما دمنا لا نؤلف إلى جنبها ثقافة علمية تساوقها وتسايرها وتدفعها، ولن يمكن التأليف العلمي باللغة العربية بحروفها الحاضرة.
ثقوا أن هذا محال، ومن يقل غير ذلك إما أنه ضال وإما أنه مضلل، اسألوا كلية الطب، اسألوا كلية الهندسة، اسألوا كلية الزراعة، اسألوا كليات العلوم جميعها؛ إنها جميعا تدرس علومها باللغة الإنجليزية لماذا؟ لأن لغتنا العربية بوضعها الحاضر واعتمادها على الحروف العربية لا يمكنها أن تؤدي هذه الخدمة، وما دمنا على هذه الحال فلن تكون في بلادنا نهضة علمية، ثم لن ترتقي الصناعة وتغدو شعبية وإنما تكون هذه النهضة حين نتخذ الحروف اللاتينية؛ أي لن تستعرب العلوم؛ إلا إذا استلتن الهجاء العربي، وأرجو ألا يشهر أحد في وجهي سلاح الدين؛ فإن المسلمين في 1945 يبلغون 300 مليون لا يكتب اللغة العربية منهم سوى 60 مليونا، ثم إن الهجاء في اللغة التركية المسلمة لاتيني.
الفصل الثاني والثلاثون
المؤلفون المصريون يؤلفون بالإنجليزية
قبل نحو خمسين سنة دعت الحكومة الإيطالية إسماعيل «سري باشا» والد «حسين سري للسفر» إلى إيطاليا لمعاينة نهر «إلبو»؛ وذلك كي يكتب تقريرا عن الممكنات المائية لهذا النهر وطرق الري التي يستطيع هذا المهندس المصري العظيم أن يشير بها على الحكومة الإيطالية؛ حتى تزرع وتفلح أرضها وتستغل نهرها.
Bilinmeyen sayfa