Bakaiyat
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
Türler
وجرت مذعورة كشبح خائف في سراديب هاديس. وصراخها ينفذ كالسهام في سمعي ولحمي وعظمي: زوجتك أم أمك؟ زوجي أم ابني؟ ويلاه! ويلاه! ويلاه! وتسمرت في مكاني كأني شجرة أمرها رب الصواعق أن تبقى في مكانها، حتى يحرقها بشواظه. ثم أفقت على صوت هبط علي فأحسست بأني صرت فحمة سوداء. واندفعت الفحمة في طرقات القصر وأبهائه تصطدم بالأبواب والجدران. وتعالت صيحات الحراس وأنا أجري في كل اتجاه، وأصطدم بأجسادهم ودروعهم. وأخيرا وصلت إلى باب المخدع، فدفعته على مصراعيه ودخلت. واشتعلت الفحمة، وتوهجت بنيران الغضب والرعب. وجرت تصطدم بالأبواب والجدران والأجساد والدروع. سيفا أيها الحراس! سيفا أيها الكلاب! ألا ترون سيدتكم؟ ألا ترون الحبل الذي تتدلى منه؟ سيفا أيها الحراس! سيفا أيها الكلاب! ولمع حد السيف على ضوء المشاعل، فقبضت عليه واندفعت. وهجمت على الحبل وقطعته. وسقط الجسد الحبيب على فراشنا سقوط الصخرة من أعلى الجبل. وعلى صوت صراخك يا ابنتي أنت وأختك نزعت المشابك الذهبية من شعر أمك وملابسها، ورحت أدفعها في عيني لكيلا أراكم. وانطلقت صيحاتي المظلمة مع شلال الدم المظلم من عيني، فلم أعد أبصر شيئا. رن صوت مهيب وراء ظهري: فلتفتح الأبواب ليرى أهل طيبة قاتل أبيه وزوج أمه، فلتفتح الأبواب ليرى أبناء طيبة الرجس الذي دنس أرضها، وشعرت بكفك الصغيرة المرتعشة تمتد إلى يدي، وتشدد قبضتها عليها وأحسست بماء صاف ينساب فوق النار الحارقة فيطفئها، ويمر على فوهات البركان، فيخمد أنفاسه الملتهبة. وشددت علي افتحوا الأبواب ولينظر أهل طيبة ماذا فعلوا بالبطل المنقذ من هول الهولى، ماذا فعلوا بالأب الراعي والقديس. افتحوا الأبواب. افتحوا الأبواب.
9
وفتحت الأبواب يا ابنتي، وأخذتم يا أبناء طيبة تنظرون إلى من كان ملككم وراعيكم وقديسكم. مفقوء العينين، رأيتموني والدم المظلم يلطخ خدي ويدي وثيابي. والصرخات محتبسة في صدري كصخرة تسد فمي. ويدك الصغيرة تتشبث بيدي وترتعش من هول الموت الذي لا يفهمه عقلك الصغير. ويرن صوت مهيب من خلف ظهورنا:
كريون :
انظروا يا أبناء طيبة إلى قاتل أبيه وزوج أمه. (وتنزاح الصخرة قليلا، فخرج صوتي المحبوس):
أوديب :
لا يليق بالقاتل أن يشمت بقتيله.
كريون :
ما زلت متغطرسا كما كنت، أما أنا فلا أشمت فيك، بل أتركك لهؤلاء الشيوخ والأبناء ليقضوا في أمرك. إن منظرك يثير إشفاق العدو نفسه.
أوديب :
Bilinmeyen sayfa