Bahuth wa Maqalat fi al-Lugha
بحوث ومقالات في اللغة
Yayıncı
مكتبة الخانجي بالقاهرة
Baskı Numarası
الثالثة ١٤١٥هـ
Yayın Yılı
١٩٩٥م
Türler
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
هذه البحوث والمقالات اللغوية، نشر بعضها في شتى المجلات العلمية في مصر والعالم العربي، وبعض مجلات الغرب، كمجلة مجمع اللغة العربية في مصر، ومجلة المجلة العربية، ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجلة المورد العراقية، والمجلة التذكارية للمستشرق الألماني "شبيتالر"، ومجلة قافلة الزيت، ومجلة المجمع العلمي العراقي.
وبعضها بحوث ألقيتها في بعض المؤتمرات والندوات العلمية، كمؤتمر اللهجات العربية في أسيوط، وندوة التراث العربي بالقاهرة، وندوة جلال الدين السيوطي في أسيوط.
وبعضها بحوث تقدمت بها إلى لجنة اللهجات، بمجمع اللغات العربية بالقاهرة، ونوقشت في مجالس المجمع ومؤتمراته، وتضمنت نتائجها بعض توصياته.
وبعض هذه المقالات، نشر منذ خمسة عشر عاما، وبعضها حديث لم يمض عليه عام أو بعض العام. غير أنني لم أشا أن أنشر هذه البحوث وتلك المقالات، كما كتبتها أول مرة، بل أجريت قلمي فيها هنا وهناك. بالتعديل والتنقيح، والتهذيب والصقل، والحذف والإضافة، مدخلا فيها حصيلة قراءتي عبر السنوات الخالية، وجمعت النظير إلى نظيره في أبواب وفصول.
ولم يدفعني إلى ذلك العمل، إلا حرص الزملاء والأصدقاء، من الباحثين والطلاب، على أن أجمع هذه البحوث في كتاب، وبعضها مما
1 / 5
تهافت الباحثون على تصوير نسختي الخاصة منه، كأسطورة الأبيات الخمسين، في كتاب سيبويه، ورأي في تفسير الشواذ في لغة العرب، وغيرها
وإني لأرجو أن ينال عملي هذا رضا الزملاء والأصدقاء، بعد الله ﷾، وأن يوفق الله ﷿ إلى إخراج ما نشرته من قبل، في الدراسات القرآنية، وتحقيق التراث ونقده، من بحوث ومقالات امتد ببعضها العمر إلى عشرين عامًا أو يزيد.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
د. رمضان عبد التواب
1 / 6
الباب الأول: في أصوات اللغة
الفصل الأول: صوت القاف بين الفصحى واللهجات
يعد صوت القاف من الأصوات التي عانت كثيرا من التغييرات التاريخية١، في اللغة العربية، فإن مقارنة اللغات السامية، تدل على أنه صوت شديد مهموس، ينطق برفع مؤخرة اللسان، وإلصاقها باللهاة، لكي ينحبس الهواء عند نقطة هذا الالتصاق، ثم يزول هذا السد فجأة، مع عدم حدوث اهتزازات في الأوتار الصوتية، ففي العبرية مثلا: Kol قول، وفي الآرامية: Kala قالا، وفي الحبشية: Kal قال، بمعنى: "صوت" في الجميع، وهو يقابل في العربية: "قول". وفي الآشورية: Kulu قول بمعنى: "صراخ"٢.
وقد عد قدماء اللغويين العرب "القاف" من الأصوات المجهورة٣ في العربية الفصحى، فإن صدق وصفهم إياها بالجهر، كان ذلك النطق من التغييرات التاريخية في العربية القديمة. وقد بقي هذا النطق المجهور في أغلب البوادي، في اللهجات العربية المعاصرة٤، وإن تقدم مخرجه إلى الأمام قليلا، وأصبح كالكاف الفارسية.
_________
١ لمعرفة الفرق بين التغييرات التاريخية والتركيبية للأصوات، انظر كتابنا: "التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه" ١٧-٣٦.
٢ انظر كتابنا: اللغة العبرية، قواعد ونصوص ومقارنات باللغات السامية ص١٢٨.
٣ انظر: كتاب سيبويه ٢/ ٤٠٥ وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٧٨ وشرح ابن يعيش للمفصل ١٠/ ١٢٩.
٤ انظر كتاب "شبولر" Spuler، Handbuch der Orientalistik ٣/ ٢٣٦-٢٣٧.
1 / 9
غير أن هناك تغييرات أخرى كثيرة، طرأت على هذا الصوت في البلاد العربية، فهو ينطق صوتا مزجيا "Affricate" كالجيم الفصيحة، في بعض بلدان الخليج العربي، كالبحرين، فقد سمعت بعض أهلها يقولون: "الجبلة" بدلا من "القبلة".
كما ينطق في مدينة "الرياض" وضواحيها، في الجزيرة العربية، صوتا مزجيا كذلك، غير أنه مكون من الدال والزاي "dz" في مثل قولهم: "دزبلة" في: "قبلة"، و"دزليب" في: "قليب"، وغير ذلك مما سمعته بنفسي هناك.
وفي السودان وجنوبي العراق، تحول نطق القاف إلى غين، ففي حديث إذاعي مع أحد السودانيين، في إذاعة ركن السودان بالقاهرة، في شهر مارس سنة ١٩٧٨م، وردت الكلمات التالية: لغاء، وغناه ويغدر، والديموغراطية، وعلاغة، واغتصادي، وانتغلت، والاستغلال، بدلا من لقاء، وقناة، ويقدر، والديموقراطية، وعلاقة، واقتصادي، وانتقلت، والاستقلال.
وفي اللهجة المصرية كلمتان قلبت فيهما القاف غينا على هذا النحو، هما: "يغدر" ومشتقاتها، بدلا من "يقدر"، و"زغزغ" بمعنى: حرك يده في خاصرة الصبي ليضحكه. والأصل فيها في العربية الفصحى: "زقزق"١.
كما تطورت "القاف" إلى "كاف" في نطق الفلسطينيين في المدن٢، فهم يقولون مثلا: "كال" في: "قال"، و"برتكان" في: "برتقال"، و"كلته كتل" في "قتله قتلا"، وغير ذلك.
_________
١ انظر مقالتنا، "اللهجة العامية المصرية في القرن الحادي عشر" ١١٥.
٢ انظر: الأطلس اللغوي لبرجشتراسر: Bergstrasser، Sprachatlas الفقرة ٧.
1 / 10
والتعليل الصوتي لكل هذه الانقلابات، سهل ويسير، فتأثير "قانون الأصوات الحنكية١" واضح في انقلاب القاف إلى نطق مزجي، في بعض بلدان الخليج "كالجيم الفصيحة"، وفي الرياض وضواحيها "دز". والدليل على ذلك أن القاف لا تعاني من هذا القلب إلا إذا وليتها كسرة، تماما كما يتطلب هذا القانون٢.
كما أن ضياع الانفجار من القاف، وتزحزح مخرجها إلى الأمام قليلا، هو المسئول عن انقلابها غينها في نطق أهالي السودان وجنوبي العراق. وكذلك انقلابها كافا في نطق الفلسطينيين، ليس إلا تزحزحا في مخرجها قليلا إلى الأمام، مع ترقيقها، واحتفاظها بصفة الشدة في نطقها.
هذه هي بعض التغييرات التاريخية لصوت القاف في اللهجات العربية المعاصرة، والتعليل الصوتي لحدوثها، غير أن ما يهمنا هنا هو انقلاب القاف همزة في لهجة القاهرة، وبعض اللهجات الأخرى. ويبدو أن هذا النوع من التطور في القاف، قديم في اللغات السامية، فقد نقل "بروكلمان"٣ عن "ليتمان"٤ أن القاف تحولت في أعلام "الفينيقية" في بعض الأحيان إلى همزة، ثم سقطت، كما سقطت الهمزات الأصلية في الفينيقية، فمثلا: العلم الفينيقي: "Himalkart" "حملقرت" تحول إلى: Himalar " "حملر".
_________
١ انظر في شرح هذا القانون كتابنا: "التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه" ٩٢-٩٤.
٢ انظر كذلك: "دراسات في لهجات شرقي الجزيرة "لجونستون ٥٤-٥٥
٣ في كتابه: Brockelmann، Grundriss ١/ ١٢٥.
٤ في مجلة American Journal of theolgy سنة ١٩٠٤م، ص٣٤٠.
1 / 11
والعلة الصوتية في هذا التطور، تتلخص في أن مخرج القاف، انتقل إلى الخلف "باحثا عن أقرب الأصوات شبها به من الناحية الصوتية، فتعمق القاف في الحلق عند المصريين، لا يصادف من أصوات الحلق ما يشبه القاف، إلا الهمزة، لوجود صفة الشدة في كل منهما"١.
ولعل هذا التطور كانت له بداياته، في عصور الفصاحة، فقد أوردت المعاجم العربية، وكتب اللغة، مجموعة من الألفاظ، رويت لنا مرة بالقاف، وأخرى بالهمزة، والمعنى فيهما واحد. وفيما يلي بعض هذه الألفاظ:
١- يقال: قشبه بشر، وأشبه به، يعني: لامه وعابه "ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ١٨-١٩ والإبدال لأبي الطيب ٢/ ٥٦١ وإصلاح المنطق ٤٠٦".
٢- القفز، والأفز، بمعنى: الوثب "الإبدال لأبي الطيب ٢/ ٥٦٢.
٣- القوم زُهاق مائة، وزُهاء مائة، أي: قريب من ذلك "الإبدال لأبي الطيب ٢/ ٥٦٢ وإصلاح المنطق ١٠٦ ويرى ابن فارس في مقاييس اللغة ٣/ ٣٣ أن الهمزة هنا هي التي أبدلت قافا".
٤- يقال: زنق على عياله، وزنا عليهم، إذا ضيق عليهم فقرا، أو بخلا "لسان العرب/ زنق ١٢/ ١١ زنأ ١/ ٨٤".
٥- روى ابن السكيت: قرم يقرم قرما، إذا أكل أكلا ضعيفا "اللسان/ قرم ١٥/ ٣٧٣" وهو قريب مما رواه ثعلب: أرمل ما على المائدة يأرمه، أي أكله "اللسان/ أرم ١٤/ ٢٧٩".
_________
١ الأصوات اللغوية، للدكتور إبراهيم أنيس ٦٩.
1 / 12
٦- القصر: الحبس "اللسان/ قصر ٦/ ٤٠٧". وروى الكسائي: "أصرني الشيء يأصرني: حبسني. وأصرت الرجل على ذلك الأمر، أي حبسته" "اللسان/ أصر ٥/ ٨٢".
٧- يقال: تأبض، وتقبض، يعني: شد رجليه "اللسان / أبض ٨/ ٢٧٩".
٨- روت المعاجم: "الوقبة: نقرة في الصخر يجتمع فيها الماء"
اللسان/ وقب ٢/ ٣١" وهو قريب من قولها أيضا: "الوأبة: النقرة في الصخرة تمسك الماء" "اللسان/ وأب ٢/ ٢٩٠".
٩- روى أبو عمرو الشيباني: "الفشق: انتشار النفس من الحرص" "الصحاح/ فشق ٤/ ١٥٤٤ وانظر: الجيم ٣/ ٤٤". ولعل لهذا علاقة بقولهم: "تفشأ الشيء، أي انتشر" "الصحاح/ فشأ ١/ ٦٣". وقد تكون الصيغة الأخيرة ناتجة بسبب "الحذلقة في اللغة" "Hyperurbanismus" من "تفشى" بلا همز!
١٠- قفخته: ضربته على الرأس "الصحاح/ قفخ ١/ ٤٢٩"، يقال: "أفخته: ضربت يأفوخه، وهو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل "الصحاح/ أفلح ١/ ٤١٩".
أما انتشار هذه الظاهرة في اللهجات العربية الحديثة، فيذكر المستشرق "شيئا" في كتابه عن اللهجة المصرية١، أن "القاف قلبت همزة في القاهرة وضواحيها، وفي القليوبية، والواسطى، وجزء كبير من الفيوم، وبعض البلاد العربية الأخرى، وعلى الأخص في سوريا".
_________
١ Spitta Grammatik des arabischen Vulgar dialektes von Aegypten ص١٢.
1 / 13
ويزيد عليه بوركلمان١، أن ذلك "التحول في صوت القاف إلى همزة، يوجد كذلك في تلمسان، وشمالي مراكش٢، وعند اليهود في شمال إفريقيا، وكذلك في اللغة المالطية، في معظم الأحوال".
وإن كان الشيخ محمد علي الدسوقي يتعجب من أن "أهل جزيرة مالطة ينطقون بالقاف في جميع كلماتهم، التي ورثوها عن العرب الفاتحين، مع أن أهل مصر يستنكفون عن النطق بها"٣.
ويخبرنا "برجشتر اسر" في الأطلس اللغوي الذي عمله لسوريا وفلسطين سنة ١٩١٥ بأن "نطق القاف همزة، يسود معظم مدن سوريا وفلسطين، فيما عدا القليل، ومع ذلك يوجد نطق القاف في المدن أحيانا بين غير المتعلمين"، كما ينقل عن "ليتمان" قوله: "إن المسيحيين في حلب، لا ينطقون إلا الهمزة، على العكس من المسلمين الذين لا ينطقون هناك إلا القاف". كما يقول ليتمان: "وقد سمعت الهمزة من يهودي متعلم، والقاف من مسلم غير مثقف"٤.
هذا ... ومما يلفت النظر أن كثيرا من اللهجات التي قلبت فيها القاف همزة، لا تحتفظ بنطق الهمزات الأصلية في اللغة. ويبدو أن ترك هذه الهمزات الأصلية، تم في فترة قديمة، ولم يكن إلا امتدادا للهجات الحجازية القديمة في تسهيل الهمزة، ثم توقف هذا التغير بعد فترة، "فما دام هذا التغير قد أصاب جميع الكلمات، التي تقع تحت طائلته، يصبح القانون الذي
_________
١ في كتابه: Grunriss ١/ ١٢١.
٢ انظر كذلك: لهجة شمال المغرب، تطوان وما حولها ص٨١.
٣ تهذيب الألفاظ العامية ٤٧.
٤ Sprachatlas الفقرة ١٠.
1 / 14
يفسره، وكأنه قد نسخ، ويمكن للغة أن تخلق مركبات صوتية جديدة، مشابهة كل الشبه للمركبات، التي كان التغير يعمل فيها سابقا، فهذه المركبات تبقي دون تغير، فيقال إنها لم تعد واقعة تحت سلطان القانون"١.
وهكذا بعد أن توقفت ظاهرة التخلص من الهمزة، ومضت فترة من الزمن، أخذ صوت القاف يتحول إلى الهمزة، دون أن تجد لهجات الخطاب في ذلك حرجا.
_________
١ اللغة لفندريس ٧٤.
1 / 15
الفصل الثاني: نظرية المحاكاة الصوتية ومناسبة اللفظ للمعنى
يحاول بعض العلماء أن يفسر لنا نشأة اللغة الإنسانية، بما يسمى بنظرية "المحاكاة الصوتية" Onomatopoeia، وقد عرض لهذا الرأي من علماء المسلمين، العلامة ابن جني في كتابه "الخصائص" فقال١: "وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغة كلها، إنما هو الأصوات المسموعات، كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيح الحمار، ونعيق الغراب، وصهيل الفرس ... ونحو ذلك. ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد".
وقد ارتضى "ابن جني" هذا الرأي، فقال معقبا عليه: "وهذا عندي وجه صالح، ومذهب متقبل".
ومما قد يؤيد هذه النظرية، ما قد نجده في بعض الأحيان، من اشتراك بعض الأصوات في الكلمات التي تحاكي الطبيعة في عدة لغات، فإن الكلمة التي تدل على الهمس، هي في العربية كما نعرف: "همس"، وفي الإنجليزية: whisper وفي الألمانية Flustern وفي العبرية Safsaf صفصف، وفي الحبشية: Fasaya فاصي، وفي التركية Susmak، فالعامل المشترك بين هذه اللغات جميعها في تلك الكلمة، هو: صوت الصفير السين أو الصاد، وهو الصوت المميز لعملية الهمس في الطبيعة.
_________
١ الخصائص ١/ ٤٦.
1 / 17
غير أن اشتراك اللغات في الكلمات المحاكية للطبيعة، على هذا النحو، أمر نادر. ولو كانت هذه النظرية صحيحة، للاحظنا اشتراكا بين اللغات في الكلمات التي تحاكي الطبيعة، مثل: الشق، والدق، والقطع، والصهيل، والعواء، والمواء، وما إلى ذلك. ولقد سمعت الديك العربي في بلاد العرب، والديك الألماني في بلاد الألمان، يصيحان بطريقة واحدة دون أدنى فرق، غير أننا نحاكي صوت الديك فنقول: كوكوكو! ويقول الألمان: kikeriki كيكيركي!
ويرى بعض العلماء، بناء على هذه النظرية، أن مناسبة اللفظ للمعنى، مناسبة حتمية، بمعنى أن اللفظ يدل على معناه دلالة وجوب، لا انفكاك فيها. وممن نادى بهذا الرأي "عباد بن سليمان الصيمريط من المعتزلة، فقد ذهب إلى أن بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية، حاملة للواضع على أن يضع هذه اللفظة أو تلك، بإزاء هذا المعنى أو ذاك. ويروون عن بعض من تابعه على رأيه هذا، أنه كان يقول: إنه يعرف مناسبة الألفاظ لمعانيها، فسئل عن معنى كلمة: "إذغاغ"، وهي بالفارسية: الحجر، كما يقولون. فقال: أجد فيه يبسا شديدا، وأراه الحجر! ١
وإننا نشك كثيرا في صحة هذه الراوية، وصدق نظرية الصيمري، فإنه لو صح ما قاله، لاهتدى كل إنسان إلى كل لغة على وجه الأرض. نعم، قد يحدس الإنسان معنى كلمة من الكلمات في لغة من اللغات، بخبراته في هذه اللغة، فإن مجرد النطق باللفظ، يستدعي إلى الذهن أمثاله من الألفاظ، ويستدعي معها دلالاتها، ويستوحي المرء من كل هذا دلالة لذلك
_________
١ انظر المزهر للسيوطي ١/ ٤٧.
1 / 18
اللفظ المجهول، على أساس ما اختزنه في حافظته، وقد يوفق في هذا الاستيحاء، غير أنه كثيرا ما يخيب، وهنا يؤدي اختلاف الخبرات السابقة إلى اختلاف الحدسات الناتجة.
وخذ مثلا كلمة: "عتيد" فإنك إذا ذكرتها أمام من لا يعرف معناها الأصلي، وهو: "حاضر، معد، مهيأ"، فهو لا شك سيقيسها على كلمة: "عنيد" إن كانت من حصيلته اللغوية، فيعطيها نفس معناها، وهو: "جبار" أو "قوي مثلا"، أو يقيسها على كلمة: "عتيق" إن برزت له وقتئذ من بين خبراته اللغوية السابقة، فيعطيها نفس معناها، وهو: "قديم" أو "موغل في القدم".
ومن أنصار المناسبة بين اللفظ والمعني، من علماء العربية، العلامة اللغوي أبو الفتح عثمان بن جني، الذي عقد في كتابه "الخصائص" بابا طويلا، جعل عنوانه: "باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني"١، ذكر فيه ألفاظا كثيرة من اللغة العربية، تؤكد كلها نظريته في مناسبة الصوت للمعنى الدال عليه.
وأغلب الظن أن بذرة هذه الفكرة، قد وجدت عند قدامى النحويين واللغويين، قبل أن جني؛ لأنه يرجع في هذا الباب إلى بعض آراء الخليل وسيبويه، فهو يروي عن الخليل أن العرب قالوا في الدلالة على صوت الجندب: "صَرَّ"؛ لأن في صوته امتدادا واستطالة، أما البازي فدلت العرب على صوته بالفعل: "صرصر"؛ لأن فيه تقطيعا وعدم استمرار. كما يذكر عن سيبويه تفسيره لوجود الحركات الكثيرة، في المصادر التي جاءت
_________
١ انظر: الخصائص ٢/ ١٥٨-١٦٨ وانظر كذلك المزهر للسيوطي ١/ ٤٨
1 / 19
على وزن: "فعلان" بمناسبتها لدلالة هذا النوع من المصادر، على الاضطراب والحركة، مثل: الغليان" و"الهيجان" و"الطيران" و"الفوران"، وما أشبه ذلك.
وأخذ ابن جني بعد ذلك، يذكر نظائر لهذا الذي أتى به الخليل وسيبويه، من مناسبة الصوت للمعنى، فعنده أن المصادر الرباعية المضعفة، إنما تأتي لتكرير الفعل، كالزعزعة، والقلقلة، والجرجرة، والصلصلة، وما إلى ذلك، فإن تكرير المقاطع هنا مناسب لتكرير الفعل، وحدوثه مرات متعددة.
أما توالي الحركات في المصادر والصفات، التي تأتي على وزن: "فعلى" مثل: "الجمزَى" لحمار الوحش، و"البشكَى"، و"الحيدَى" من صفات المشي السريع، فإن ابن جني يرى أن هذه الحركات المتوالية في هذا الوزن من أوزان الكلمات العربية، إنما تناسب سرعة الحركة في الحمار الوحشي وصفات المشي المذكورة.
كما يرى ابن جني أن تكرير عين الفعل، وهي وسطه، وقلبه، ومركزه، وأهم جزء فيه، يدل على تكرير الفعل والشدة فيه، مثل: "كسَّر" و"قطَّع" و"فتَّح" و"غلَّق" وغير ذلك.
وهذا الذي ذكره ابن جني، يصح في بعض نصوص اللغة، دون غيرها، فلو أننا نظرنا مثلا إلى الآية القرآنية التي تقول: ﴿وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَك﴾، لأحسسنا بصوت المزاليج وهي تحكم رتاج الأبواب، وينعدم هذا الإحساس مع الفعل: "أغلق"، الذي يدل على مجرد الإغلاق.
غير أن هذا -كما قلنا- لا يطرد في كل نصوص اللغة. ولو راجعنا.
1 / 20
المعاجم العربية، لعرفنا أن هناك كلمات كثيرة، يستوي في معناها الصيغ المشددة وغيرها، والمجرد منها وغير المجرد، فمن ذلك مثلا: "بدأ يبدأ" و"أبدأ يُبدئ". والقرآن الكريم خير شاهد على أن معناهما واحد، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْق﴾ . ومثله كذلك. برقت السماء وأبرقت، وجنه الليل وأجنه، إذا أظلم عليه وستره، وحَدَّت المرأة على زوجها وأحدَّت بمعنى: تركت الزينة، وخسرت الميزان وأخسرته، أي: نقصته. وغير ذلك كثير.
وقد نزع كثير من نقاد الأدب العربي القديم، منزع بعض اللغويين، في محاولة عقد الصلة بين اللفظ ومعناه، فهذا هو "ابن الأثير"، يكمل ما بدأه "ابن جني" وأسلافه من علماء اللغة، حول مناسبة الألفاظ للمعاني، فيقول١: "اعلم أن اللفظ إذا كان على وزن من الأوزان، ثم نقل إلى وزن آخر أكثر منه، فلا بد من أن يتضمن من المعنى أكثر مما تضمنه أولا".
ومن هنا نشأت الفكرة التي تقول إن "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى".
وقد ضرب "ابن الأثير" من الأمثلة على ذلك قولهم مثلا: "خَشُن" و"اخشوشن"، فمعنى: خشن، دون معنى: اخشوشن، لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو.
_________
١ المثل السائر ٢/ ٢٥٠.
1 / 21
كما يرى "ابن الأثير" أن "اقتدر" أقوى في الدلالة على القدرة من: "قدر" المجردة، وأن الإنسان يحس في قوله تعالى مثلا: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ بالدلالة على تفخيم الأمر، وشدة الأخذ، الذي لا يصدر إلا عن قوة الغضب.
وإذا صدق هذا على بعض الأمثلة في اللغة، فإنه لا يصح أن يغيب عن بالنا، أنه ليس ثمة بين الاصطلاح اللغوي، والشيء الذي وضع له هذا الاصطلاح أية علاقة طبيعية، وإنما هي علاقة تقاليد، كما يقول: "أنطوان مييه"١. وهذا معناه عدم الارتباط الطبيعي بين الاسم والمسمى، فالضمائر: أنا وأنت وهو مثلا، ليس فيها شيء يدل بذاته على أحد الأشخاص، وإنما يستعمل لأنه في جماعة بشرية معينة، جرت التقاليد بأن تستعمل تلك الصيغ، ومن ثم نرى أكثر علماء اللغة دربة، عاجزا كغيره من الناس، أمام خطبة أو نص مكتوب في لغة مجهولة جهلا تاما.
ولذلك يجب ألا ننساق وراء الفكرة التي تقول بأن "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى"، ونعممها على كل مثال وجدت فيه هذه الظاهرة، فقد تكون هناك مثلا كلمتان تدلان على معنى معين، غير أن إحداهما مقتطعة في الأصل من الأخرى، وليست الثانية مزيدة منها، كما توهم علماء البصرة ذلك في "السين" و"سوف"، فقالوا إن "سوف" تدل على الاستقبال البعيد، و"السين" تدل على الاستقبال القريب. وليس في نصوص اللغة ما يشهد لتكلفهم هذا، فقوله تعالى مثلا: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾ ليس معناه تحقق هذه الكفاية في الغد، كما أن قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
_________
١ علم اللسان ٤٥٦.
1 / 22
رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ ليس معناه تأخر الإعطاء عاما أو عامين، بل إن الحقيقة أن "سوف" أقدم من "السين" وأن "السين" جزء مقتطع منها، فمن الحقائق المقررة عند المحدثين من علماء اللغة أن كثرة الاستعمال تبلي الألفاظ١، وتجعلها عرضة لقص أطرافها، تماما كما تبلى العملات المعدنية والورقية، التي تتبادلها أيدي البشر. وهذا هو ما حدث لسوف، التي توجد في صورتها القديمة في الآرامية، وقد روى لنا اللغويون العرب صورا عدة من صور البلي اللفظي في هذه الكلمة، فقد ذكروا أن العرب يقولون: "سَوْ يكون، وسَفْ يكون، وسَايكون، وسَيَكون". وعندما جاء القرآن الكريم، سجل لنا إحدى صور التطور في "سوف"، مع الأصل الذي كان لا يزال يعيش معه جنبا إلى جنب، وروى لنا اللغويون العرب، صور التطور الأخرى، التي لم يكتب لها ما كتب لغيرها من الخلود، حين تبنتها الفصحى، ولغة القرآن الكريم.
_________
١ انظر: التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه ٩٨-١٠٠
1 / 23
الباب الثاني: في أبنية العربية والتطور اللغوي
الفصل الأول: كراهة توالي الأمثال في أبنية العربية
تميل اللغة العربية إلى التخلص من توالي المقاطع المتماثلة، فتحذف واحد منها، وذلك هو ما يسميه الألمان: Haplologische Sibenellipse ويسميه اللغويون العرب بكراهة توالي الأمثال.
ونقصد بالمقاطع المتماثلة هنا، ما يشمل المقاطع ذات الأصوات الصامتة المتماثلة، أو المتقاربة في المخارج، ويحدث ذلك في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها، كما أن العربية تميل كذلك أحيانا، إلى التخلص من توالي الأصوات المتماثلة، سواء أكانت حركات أم أصواتا صامتة، وإن لم تكن المقاطع متماثلة.
والسبب في هذا صعوبة تتابع المقاطع والأصوات المتماثلة في النطق. ويقول "بروكلمان" Brockelmann: "إذا توالى مقطعان، أصواتهما الصامتة متماثلة، أو متشابهة جدا، الواحد بعد الآخر في أول الكلمة، فإنه يكتفى بواحد منهما، بسبب الارتباط الذهني بينهما"١.
ويعد "برجشتراسر" هذا الظاهرة من الترخيم، فيقول: "ومن الترخيم ما هو جنس من التخالف، وهو حذف آخر مقطعين متتاليين، أولهما حرفان مثلان أو شبهان"٢.
ونشرح فيما يلى أنواع هذه الظاهرة في العربية:
_________
١ فقه اللغات السامية ٧٩.
٢ التطور النحوي للغة العربية ٧٠.
1 / 27
١- صيغ تَفَعَّلَ وتَفَاعَلَ وتَفَعْلَلَ، مع تاء المضارعة، يتكرر فيها المقطع: ta في بدايتها مثل: "تتقدم" و"تتقاتل" و"تتبختر". وحذف أحد هذين المقطعتين كثير الورود في العربية، وقول ابن مالك في ألفيته:
وما بتاءين ابتدى قد يقتصر ... فيه على تا كتبين العبر
"قد" فيه للتحقيق، أو للتقليل النسبي١، وقد ذكر الأشموني في شرح البيت، أن "هذا الحذف كثير جدا"٢.
وهذه الظاهرة شائعة في القرآن الكريم، فقد وردت فيه مثلا كلمة: "تذكرون" ١٧ مرة بالحذف، في مقابل: "تتذكرون" ٣ مرات بلا حذف، ففيه: ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: ٥٢ والأعراف: ٥٧ والنحل: ٩٠ والنور: ١، ٧ والذاريات: ٤٩] وفيه ﴿فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٦٢] كما أن فيه: ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [يونس: ٣ وهود: ٢٤، ٣٠ والنحل: ١٧ والمؤمنون: ٨٥ والصافات: ١٥٥ والجاثية: ٢٣] في مقابل: ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: ٨٠ والسجدة: ٤] وفيه: ﴿قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [غافر: ٥٨] .
وفي القرآن كذلك: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ﴾ [الشعراء: ٢٢١] ﴿تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ [الشعراء: ٢٢١] ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ [القدر: ٤] في مقابل: ﴿تَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [فصلت: ٣٠] .
_________
١ العيني على هامش الأشموني ٤/ ٣٥١.
٢ شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ٤/ ٣٥١.
1 / 28
وفيه المضارع: "تولوا" خمس مرات، في مقابل: "تتولوا" أربع مرات، ففيه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ [آل عمران: ٣٢ وهود: ٥٧ والنور: ٥٤] ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ [هود: ٣] ﴿وَلَا تَوَلَّوْا﴾ [الأنفال: ٢٠] في مقابل: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا﴾ [محمد: ٣٨ والفتح: ١٦] ﴿وَلَا تَتَوَلَّوْا﴾ [هود: ٥٢] ﴿لَا تَتَوَلَّوْا﴾ [الممتحنة: ١٣] .
كما أن فيه: ﴿وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣] بجانب: ﴿وَلَا تتَفَرَّقُوا﴾ [الشورى: ١٣] وفيه: ﴿تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [النساء: ٩٧] إلى جانب: ﴿تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَة﴾ [النحل: ٢٨] .
وفيه إلى جانب ذلك كثير من الأفعال، التي ذكر كل واحد منها مرة واحدة بالحذف، مثل: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون﴾ [الواقعة: ٦٥] ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ﴾ [البقرة: ٢٦٧] ﴿فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣] ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ﴾ [التوبة: ٥٢] ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِه﴾ [هود: ١٠٥] ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ﴾ [الأحزاب: ٣٣] ﴿وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ﴾ [الأحزاب: ٥٢] ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ﴾ [الصافات: ٢٥] ﴿وَلا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: ١٢] ﴿أَنْ تَوَلَّوْهُمْ﴾ [الممتحنة: ٩] ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [الملك: ٨] ﴿لَمَا تَخَيَّرُونَ﴾ [القلم: ٣٨] ﴿فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى﴾ [عبس: ١٠] ﴿نَارًا تَلَظَّى﴾ [الليل: ١٤] ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾ [النور: ١٥] ﴿وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ﴾ [آل عمران: ١٤٣] ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨٠] ﴿وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢] ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا﴾ [الأنفال: ٤٦] ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: ١١] ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣] .
1 / 29
﴿تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [البقرة: ٨٥] ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ [التحريم: ٤] ١.
ومن أمثلة ذلك في النثر أيضا قول ابن هشام في سيرة النبي: "فلما رآها رسول الله ﷺ تصوب من العَقَنْقَل"٢.
وهذا الحذف ضروري عندما تتوالى ثلاثة مقاطع فيها التاء٣، كما في قول القطامي:
وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تَتَبَّعَهُ اتباعا٤
والأصل: "تَتَتَبَّعه" وكما في قول النبي ﷺ: "لا تَتَايعوا في الكذب، كما يتتابع الفراش في النار" ٥، بدلا من "لا تتتايعوا".
ومن أمثلة هذه الظاهرة في الشعر، ما ورد في كتاب "العين" للخليل بن أحمد من قوله: "وتهرعت الرماح إليه، إذا أقبلت شوارع. قال: عند الكريهة والرماح تهرع
أراد: تتهرع"٦.
كما وردت في قول بشر بن أبي خازم:
_________
١ انظر في بعض هذه المواضع القرآنية: إعراب القرآن المنسوب للزجاج ٣/ ٨٤٩ وما بعدها.
٢ سيرة ابن هشام "تحقيق السقا" ١/ ٦٢١.
٣ انظر كتاب: W. wright، A Grammar of the Arabic Language I ٦٥.
٤ ديوان القطامي ق١٣/ ٢٤ ص٤٠ وما يجوز للشاعر في الضرورة للقزاز القيرواني ٢٦٧ وانظر مصادر أخرى كثيرة في هامشه.
٥ النهاية لابن الأثير ١/ ٢٠٢.
٦ العين للخليل بن أحمد ١/ ١٢٢.
1 / 30