182

Akdeniz: Bir Denizin Yazgısı

البحر المتوسط: مصاير بحر

Türler

ويمر على ذلك نحو مائة عام فيفسر غوتة هذه الحوادث الروائية الهزلية تفسيرا رمزيا في الجزء الثاني من «فاوست».

وفي أثناء تلك الحرب يسترد الأغارقة بلدهم لوقت قصير، ومن الطرف أن يذكر إعداد فيلسوف أفلاطوني سبيل هذا النصر، وإن كان ذلك على وجه غير مباشر.

شعر بنفوذ جيورجيوس جيمستوس، ويدعى بليطون، حوالي سنة 1420، وسخر بليطون هذا مذهبه المثالي الوثني لكوم المديسيسي حتى ينشئ مجمعا علميا للأفلاطونية الجديدة في فلورنسة، ويصبح من بعض الوجوه خلفا لأفلاطون الذي كان قد نقل أيضا عين الأفكار من بلاد اليونان إلى صقلية. وكان بليطون وطنيا حمسا راغبا في إنقاذ أمته المضطهدة بسيطرة الأجنبي، فيقول بالجمهورية الشيوعية التي تستنبط مبادئها من نظرية أفلاطون حول الدولة ومن دستور ليكورغ، وهو يدلي بتعاليمه في مكان واقع بالقرب من مدينة ليكورغ (إسبارطة)، وهو يقترح أن تكون الدولة مالكة لجميع الأرضين فتؤجرها، فلا ينبغي للأفراد أن يملكوا أرضا، وعلى التجارة أن تقوم على المعاوضة لا على النقد.

ويكرم الأمراء بليطون، ولكنهم لا يطبقون اقتراحا له، ومع ذلك يوفق آخر آل باليولوغ لطرد الفرنج؛ أي الأجانب الغربيين، وتغدو بلاد الإغريق مستقلة لعشرين سنة.

ومع ذلك كان وقت إثارة هذا الشعب قد انقضى، فقد تمتع هذا الشعب بعصر زاهر زمنا طويلا، وغدا أمره قبضة أناس أكثر فتاء وأعظم ثباتا، شأن البزنطيين أنفسهم وشأن عرب الأندلس، وما كادت القسطنطينية تسقط حتى صارت بلاد اليونان القديمة تركية أيضا وظلت هكذا نحو أربعمائة سنة، ويحمل الأغارقة على دفع ضرائب للسلطان وعلى الخدمة تحت راياته، والسلطان عاهل أجنبي لا يدين بدينهم.

ويأتي محمدا الثاني وحي، يأتيه هذا الوحي من فطنه السياسي، أو من تسامحه الإسلامي الفطري، أو من كلا الأمرين على ما يحتمل، فقد أذن للروم في تدبير شئونهم من قبل رجال دينهم ونصب راهبا مشهورا بطركا لهم، وقد شكر الروم له ذلك لما كان قبل احتلال بزنطة من فرار آخر البطاركة إلى رومة قاصدا البابا الذي يمقتونه، وإذا عدوت ما احتفظ محمد الثاني به لنفسه من حق الموافقة على نصب الأسقف الرومي فإنك تجده قد منح الكنيسة الإغريقية استقلالا كاملا، وقد أعرب راهب عالم من رهبان جبل أتوس عن شكره لمحمد الثاني بترجمة شعرية غنائية قدمها إليه قبل نشرها، مضيعا كل قيمة تاريخية لها بذلك، وقد عرف الفاتح المسلم أن يسلك إذن سبيل اللباقة تجاه من لم يعرفهم من النصارى.

ويحاصر كورنث ويدعها أطلالا سائرا على غرار الرومان الذين خربوا هذا البلد منذ ثلاثة عشر قرنا، ومن الطرافة أن احترم هذا الكافر أكروبول أثينة لتأثير المعابد فيه، وكما أن أوميرس خلد لنا جمال هيلانة لتأثيرها في نفوس معاصريها يمكننا أن نشعر بروعة البارتنون نتيجة للأثر الحي الذي اتفق لهذا البناء في السلطان محمد غير غافلين عن كونه في دور الشباب عندما رآه.

وهنا ظهر نصف الهمجي على نمط الإسكندر الأكبر كما ظهر حين فتح القسطنطينية، فهو لم يتمالك أن حول المعبد إلى ثكنة تركية وأن حول الإلكتوم إلى دائرة حريم للقائد، فلم يبق للتماثيل الداعمة للأطناف

29

غير معنى سخري. وما حدث بعد زمن من فتن جديدة ومن مؤامرات حمله على أن ينزع من الأثنيين عبادة نصرانية ظلت تقام في البارتنون عشرة قرون، فقد حول السلطان البارتنون إلى مسجد مقيما عبادة الله مقام عبادة أتينة أولا ثم عبادة مريم مؤخرا، وقد أمر ببناء مئذنة هيفاء على الركن الجنوبي الغربي حيث يؤذن المسلم في كل يوم ثلاث مرات باسم الله (؟).

Bilinmeyen sayfa