Gözyaşı Denizi
بحر الدموع
Araştırmacı
جمال محمود مصطفى
Yayıncı
دار الفجر للتراث
Baskı Numarası
الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٤م
وسأل معاذ ﵁ رسول الله ﷺ: أيّ الأعمال أفضل، فأخرج لسانه، ووضع يده عليه.
وأوصى عليّ ابن أبي طالب عنه ولده الحسن، فقال له: أمسك عليك لسانك، فان تلاف المرء في منطقه.
وذكر أن عمر بن الخطاب ﵁ خطب الناس يوما، فقال: إن ربكم تعالى يقول: يا ابن آدم، لم تحرّض الناس على الخير، وتدع ذلك من نفسك؟ يا ابن آدم، لم تذكّر الناس وتنسى نفسك؟ يا ابن آدم، لم تدعوني وتفرّ مني؟ إن كان كما تقول، فاحبس لسانك، واذكر خطيئتك، واقعد في بيتك.
وفي صحائف إبراهيم ﵇: على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه.
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى أنه قال: إذا رأيت قساوة في قلبك، أو وهنا في بدنك، أو حرمانا في رزقك، فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك.
وقال لقمان الحكيم لابنه: يا بنيّ، من رحم يرحم، ومن يصمت يسلم، ومن يفعل الخير يغنم، ومن يفعل الشر يأثم، ومن لا يملك لسانه يندم.
وأنشدوا:
احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يقتلنك انه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الشجعان
ويقال: إن جميع الأعضاء تبكّر كل يوم للسان، وتقول له: ناشدتك الله تعالى أن تستقيم، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.
وقال بعض الحكماء: احبس لسانك قبل أن يطول حبسك، وتتلف نفك، فلا شيء أولى بطول حبس من اللسان ليقصر على الصواب ويسرع إلى الجواب.
1 / 125