وفي يوم الجمعة ثامن وعشرين شهر محرم وصل الخبر إلى صنعاء أنه وصل إلى باب المخا برشه لاحقة لبانيان وصلوا ببضاعة، فواقعوهم وأسرعوا في انتهاب ما معهم، فأنكر عليهم أهل عدن ومن يقرب إليهم من جبل صيرة ، وقالوا: هؤلاء قد صاروا في الأمان والجيرة، فقالوا: إمامهم أمرهم بانتهابهم. وكان بعض البانيان قد قفز البحر، فغرق من خوفهم، فلما رآهم أهل صيرة وعدن لم ينتهوا صبوا عليهم البنادق النافعة، والزبارط التي عندهم حاصلة، فقتلوا منهم حول ثلاثين فأكثر، قذف بعضهم من البحر إلى ساحل البحر، وانهزم الخوارج هاربين، وانهزم بانهزامهم سائر براشهم، حتى استقروا في المندب وخلفه، وكذلك انهزم البراش التي كانت أيضا قريب المخا، وكذلك خرج العمانيون الذين كانوا قد دخلوا المخا، كما سبق، لما علموا بما جرى مع أصحابهم، ولم يقفوا بقرب البنادر، ثم منعوا جميع من وفد في المندب من الهند من مسلم وكافر، فلم يدخل[60/ب] إلى البندرين شيء من ذلك غير الذي قد وصل عندهم الحاضر. وجهز أحمد بن الحسن عند أن بلغه هذا الأمر الصادر جماعة من العساكر، وكذلك ولده محمد بن أحمد الساكن في الحجرية إضافة إلى من تقدم وزيادة في التقوية، فبقى كل منهم في البنادر لعدم صنعتهم للأعمال البحرية، والله أعلم[61/أ].
Sayfa 374