وفي هذا الشهر أهم الإمام بضريبة جديدة، ويكون الصرف للقرش بحرفين، فتضرر التجار من ذلك الأمر خشية من الخسران في قضاء الديون هذا الأوان؛ لأن صرف القرش هذه الأيام الأولة بثلاثة أحرف وكسور فينقصون في المعاملات وقضاء الديون الثلث، فسار إلى الإمام جماعات للمشكى، فأجابهم الإمام وترك ذلك الذي كان أراده فيما مضى، وأطلق يومئذ لليهود أموالهم وبيوتهم من ذلك الترسيم الذي جرى، وقال ليس عليهم إلا الضريبة متى احتاج إليها من غير أجرة، وحط عنهم ما كان زاده على الجزية، وقال: ليس عليهم إلا الجزية المعتادة.
[54/أ] وفي هذه السنة ظهرت مصنفة في بعض كراسة سماها واضعها (الجلسات)، فيها تخليطات ذكر فيها: أن المريد أول ما إليه يريد من الطريقة أن يربط رجليه بحبل ويعلقها في سارية، ثم جلسة أخرى بعد ذلك متربعا ويربط قدميه ويبقى على ظهره ملقى، وخرافات وجهالات لا يقول بها أحد من البريات، ولعل صاحبها اعتراه شيء من الخيولا، نعوذ بالله منه من أعمال السوداء، فصنفها وافتعلها من غير معرفة، ولا يعرف منشيها.
وفي هذه السنة كثرت الخيانات في الأمانات بين الناس، ممن لم يظن أنه يفعل ذلك فلا قوة إلا بالله، وغفلوا عن قول الله تعالى: {فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه} {ولا يبخس منه شيئا }.
وفي هذه الأيام كان كمال الصراب والحصاد للثمار، فتهونت الأسعار، بلغ القدح الصنعاني مع زياداته بعشرين بقشة، والبر بحرف، والذرة من خمسة وعشرين، ودون ذلك.
Sayfa 366