وفي أول هذا الشهر نزل سيل عظيم هائل غير معهود من جبل مسور إلى بني مهدي وبني مهند ، فحمل من أموال البن وغيرها كثيرا جزيلا، حتى فقر بعضهم لحمله لجميع ماله، وراح منه ثلاثة مساجد حملها، وحمل خمسة رجال كانوا فيها، وحمل تالوقة عظيمة لها مدة طويلة، وكان قد هرب إليها شيء من الرباح فقلعها بعروقها وقرودها، بحيث أخبر أهل الجهة أنهم لا يعلمون مثل هذا السيل مدة أعمارهم، ولا أخبرهم أحد من كبارهم، فالقوة لله، ونزل سيل فخرب بيت شيخ بني مهدي؛ لأنه كان في رأس الوادي، فهربوا عنه، ثم نزلت صخرة عظيمة من الجبل عمته بالخراب، فعمر الشيخ في موضع آخر في وسط الوادي، ونزل سيل أيضا بوادي ضلاع كبس أموالا كثيرة.
Sayfa 361