وفي هذا الشهر جاءت جوابات محمد شاوش والشريف بركات على الإمام بأن الحج ثابت، ولا منع لأحد عنه، ولكن لا يدخل إلى هنالك إلا على الحالة الأولة، صفة حجاج ، بغير سلاح، ولا بيرق ولا رماح، وطلب بركات إرسال بالدراهم التي كان يرسل بها إلى سعد، وكان أراد الإمام أن يأمر فرحان بالعزم مع الحاج على العادة الماضية والحالة السالفة، ثم أن أحمد بن الحسن أرسل كاتبه السيد صلاح بكتاب وتوصية بأن إرسال فرحان خطأ، فأرسل الإمام السيد أحمد بن صلاح صاحب جازان وأبي عريش على العادة التي كانت في مدة المؤيد بالله، وكان يومئذ في حضرة الإمام، إلا أنه عين معه حول ثلاثمائة نفر ودراهم للشريف بركات قدر عشرة آلاف قرش وقيل: أربعة عشر ألفا[32/ب]، فسار المذكور من ضوران طريق تهامة، فلما وصل العسكر إلى أبي عريش حصل بينهم افتراق، ومضاربة وشقاق فيما بين أصحاب السيد أحمد وبين الآخرين، ورجع بعضهم إلى بيته، وبعضهم اعتذر بعروض علته. ثم تقدم السيد أحمد بمن بقى معه ومن انضم من الحاج على قلته، وساروا في أمان الله وبركته.
وفي هذه الأيام شاع نادرة غريبة وحكاية عجيبة، وهي أن صورة امرأة ظهرت لرجل من أهل كحلان تاج الدين عند بعض أهله من الفلاحين، وحتمت عليه ضيفة وعشاء، وذبح رأس بقر لها متى جاءت تأكله في المساء، ففعل ذلك المذكور، وجعل من الطعام معه الميسور، وأقبلت إليه فأكلته عن آخره، وقالت له هي الحطمة التي كانت في اليمن، وأنها خارجة في هذا الشهر والزمن. وهذه لعلها صورة شيطانية ليعتقد العامة أنها المؤثرة في الحطمة الربانية، والمؤثر والمحطم والقابض والرازق الله تعالى، المتصرف بما يشاء سبحانه.
Sayfa 339