170

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى:{ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} من عبد الله أمير المؤمنين المهدي وفقه الله إلى الصنو العلامة النبيل علم الدين القاسم بن أمير المؤمنين المؤيد بالله حفظه الله وأصلح حاله وسدده إلى الخير وأرشدنا له، وعليه أفضل السلام ورحمة الله. وبعد: فإني أحمد الله الذي لا إله سواه وأصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم، وإني وقفت على كتابين منكم أحدهما إلى الصنو السيد الجليل العلامة محمد بن أمير المؤمنين والآخر إلى السيد الولد النجيب أحمد بن محمد بن الحسين، مضمونهما واحد في أمور قلتم بعد ذكر الاتفاق الذي طلبناه منكم أن في النفس أشياء نذكرها لكم، إنه صار من في جانبنا من أهل النظر يطلبون المخلص إلى آخر كتابكم فأقول مستعينا بالله: إني كنت فعلت هذه الأفعال في وقت إمام صادق لله فيما أمر ونهى ذي عزيمة وشكيمة معروفة وصلابة ظاهرة، ورجعت إليه ومضت مدة مديدة وأنا عنده وبين يديه وختم آخر عمره بأن ولاني بلاد وصاب،وكان لي معظما مجللا وهل الإمام المؤيد بالله داهن صنوه الحسين في شكوى شيخ واحد من مشائخ[139/أ] الحيمة؟ وهو ابن مفضل، فرفع يد صنوه من جميع بلاد الحيمة وما بالى بقدره الجليل، ولا نظر إلى سابقته مع والده ومعه، ولا استحى من أخيه شرف الإسلام الحسن بن القاسم، فكيف يداهني فيما ذكرت جميعه وأنا ولده ولا سابقة لي معه! فهل داهنني في جميع ذلك؟ فاستحى مني! فما هذه الغفلة منك الكبيرة! ثم أنت في نفسك أصلحك الله أنه الذي كان يجب عليك عند أول سماعك هذه الأمور عني أن تخرج من واجب أوجبه الله عليك بالقول لي بما عندك في هذه القضايا، ولا تسكت حتى تعرف ما عندي فيها، وأنت تعلم قول الله سبحانه:

Sayfa 469