ووصل من الهند إلى حضرة الإمام أمير المراكب الهندية السراتية، وكان وصوله في محمل يحمله أربعة، ومعه قدر أربعين نفرا في الخدمة، واعترض عليه في ذلك، وأنه كان يجعل له محفة على شيء من الدواب، ويترك حمل الرجال وإتعابهم، فقال: هم كفار أسرى، ليسوا من المسلمين الأجراء، ولم يلبث أن عاد إلى المخا، ليقارب سيرهم، وتوجه مراكبهم وشرى خيلا من صنعاء، وبالغ في قيمتها أولا، ثم كثر عرضها عليه، فنقص النصف في قيمتها.
وفي ثاني عشر شهر جمادى الأولى منها وصل السيد صلاح وزير أحمد بن الحسن من بلاد الحجرية، بعد أن لحق بعض الهاربين، وظفر بهم، وانتهب من إبلهم ومواشيهم، وقبض جماعة منهم، وصل بهم إلى حضرة محمد بن أحمد بن الحسن بالمنصورة فحبسهم.
[99/ب] وكان بجمادى الثاني وصل تركي إلى حضرة الإمام ثم إلى صنعاء، ولم يظهر منه خبر، بل قال: إنه خرج إلى سواكن ببشارة من السلطان، وأخبرني الثقة أن معه كتابا من صاحب سواكن، اطلع عليه يتضمن إخباره بأن سعد بن زيد وصل إلى السلطان، ودخل في مذهب الحنفية، وأنه اعتذر عن سعايته في شأن حسن باشا، وأنه لم يكن منه فقبل السلطان عذره. ثم تعقبه تركي آخر خرج من اللحية قاصدا إلى حضرة الإمام، وظهر أنه رسول قاصد، فاتفق بالإمام وزلجه الإمام بسرعة وعاد إلى اللحية وركب بحرا، فمن قائل: أن معه كتاب من باشا مصر، ومن قائل: أن معه وصاية، ولعله من أجل هذه الأمور الجارية والأحوال الماضية، والله أعلم بحقائقها.
وروى لي بعض المطلعين على الأخبار أن المتوكل هذه الأيام أهم ببعث هدية إلى باب السلطان محمد بن عثمان؛ ليكون بسببها ترك ما عرفه من التحركات هذا الزمان، حتى أنه أشار عليه من أشار بأنه قد يراها السلطان عادة مستمرة إذا تركها، لم يترك طلبها، فلأجل ذلك تركها، لعلمه بعدم الوفاء بها.
Sayfa 419