وفي أول شهر ربيع وصل الخبر إلى صنعاء بأن بعض أهل برط من ذي حسين قصدوا إلى حصن الزاهر بالجوف غازين وإليه باغتين وصائلين، فخرج فيهم الأشراف من أهل الزاهر، ووقع بينهم الحرب والقتال، فقتل من برط جماعة ومصاويب، واصتاب من الأشراف ومن معهم جماعة سلمهم الله، ثم انهزمت برط ورجعت بلادهم، وكان من جملة المصابين ابن الأمير على صاحب الزاهر، فتحمل الأمير علي وكتب إلى الإمام في هذا الحادث والإلمام، وإنهم إن عادوا أجاش بالقبائل والأحلاف مثل سفيان ونهم، ويغزي أطراف برط للانتصاف.
وفي آخر صفر وصل الزوار وأخبروا أن حسين باشا، عاد إلى الشام بعد أن لبث بمكة هذه الأيام[88/أ].
وانظر أيها الحليم والعاقل الرصين الفهيم ما أرثه قضية حسين باشا في حرم الله وأمنه، وما جر فيه من البأساء فإنه ما زال جميع هذه السنين من حال فعلته إلى هذا التاريخ أحوال مكة لا تزال متغيرة، والمخارج إليها لا تزال متلاحقة، والله أعلم ما يكون منتهاها، وما يبلغ إليه أقصاها، وكذلك ما لحقها من الأسباب من جهة اليمن، كما سبق ذكره، ورأيت في أبيات ذكرت في ملحمة أنها مأخوذة من الجفر في قضايا مكة فذكر فيها أحوال سعد بعد موت أبيه وما يجري معه، فقال الشيخ بدرالدين المصري :
إذا مر بعد الغين جعد فقد يكن
حوادث أحوال فكن متأولا
يكون بميم ضجة وتخالف
بساكنها والوافدين ومن علا
قال بعض من حسب على قوله (بعد الغين جعد) أي سبع وسبعين وألف سنة.
وهو كذلك؛ لأن الغين المعجمة ألف في حروف أبجد، والجيم ثلاثة والعين المهملة[88/ب] سبعين سنة، والدال أربعة يكون الجملة ألف وسبع وسبعين كما ذكر، والميم مكة والحوادث في مكة حصلت من هذا التاريخ، وقال في هذه الملحمة: بعد ذكره لسعد بن زيد قال ابن بسطاهر ما لفظه:
ومن بعد قل يليها الفتى
وصاحب مصر يكون ابن قر
يردها من الغرب جيش العريم وزرق العيون وحمر الشعر
Sayfa 407