201

Bahjat Nufus

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

Araştırmacı

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

Yayıncı

دار الغرب الاسلامي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

بيروت

Türler

وقد أشار سيدي وجدي أبو محمد عبد الله المرجاني، فيما نقل عنه من «الفتوحات الربانية» (^١) في بعض كلام تقدمه شيء من عظيم شرف سيدنا رسول الله، ﷺ، قال ﵀: فمن ألهم الهداية، واتحف بجميل العناية، اهتدى بهداه (^٢) ﷺ، وتتبع أوامره، ووقف عند زواجره، واستسن بسنته، وهاجر إلى مدينته وشهد آثار شريف حجرته، ليستمد من مناهل بركته، فإذا تحقق ذلك، فليس مقصود الكل سوى سلوك نهج سنته، فليس المقصود إلا ذلك قرب مستوطن أبعد من بعيد لعدم ملاحظته كما وقعت الإشارة به مما يقتضي المهاجرة إلى حرمه المنيف وحرم ربه الشريف بقوله ﷺ:
«إن الإيمان ليأرز فيما بين الحرمين» (^٣) يعني مكة إذ هي مشرق طلعته ومهبط الوحي وموطن الأنس، وحرم المدينة وهي بقعة مغرب روحه الطاهرة، فهذا دليل على خصوصية البقعة لذاتها قبل الجواب عن ذلك، وذلك أن الإشارة الشريفة ظهرت معجزاتها وعمت الخافقين بركتها، وذلك أن سر الشريعة التي هي المقصد الأسنى في الإشارة ظهرت في مكة شرفها الله تعالى على يد الإمام الشافعي ﵁ فكانت مشرفة بها نور مذهبه، ومالك - رضوان الله عليه - إمام دار الهجرة ظهرت إشارته المباركة في انتحاله ومذهبه فتمت عليه بركات مغرب روحه، فأخذ كل من الإمامين مراده صلوات الله عليه وسلامه بحظ وافر، فاختص أهل الشرف بمن كسي محاسن المشارق واختص أهل الغرب بمن حلّ بملابس المغارب، فتعلم من ذلك أن

(^١) كتاب «الفتوحات الربانية في المواعيد المرجانية» مخطوط في التيمورية. انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون ٢/ ١٢٣٧، الزركلي: الأعلام ٤/ ١٢٥، كحالة: معجم المؤلفين ٦/ ١٣٠.
(^٢) في (ط): «بهديه».
(^٣) له شاهد في دلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٥٢٠ عن ابن عمر مرفوعا، وفي صحيح مسلم عن ابن رافع كتاب الايمان برقم (٢٣٣) ١/ ٣١.

1 / 204