( ها) اسم فعل بمعنى خذ، و(الكاف) للخطاب، و(التوحيد) هو: إثبات الوحدانية لله تعالى والاقرار له بالربوبية، ففي اثبات الوحدانية له تعالى اثبات لكمالاته الذاتية لإنها أنواع وحدة الذات وفي اثباتها له تعالى انتفاء المشابهة له تعالى، وانتفاء صفات العجز والحدوث في ذاته تعالى، ووحدة الصفات، ووحدة الأفعال، وفي اثبات كل واحدة منهما اثبات للكمالات الإلهية، وفي الإقرار له تعالى بالربوبية استلزام توجيه العبادة اليه، ونفيها عمن سواه، فمن عبد غيره لم يكن موحدا، وقوله: (فلتقتبس) أي فلتتخذ لك قبسا من نور هذا التوحيد فإنه نور في ظلمات الجهل، وقوله: (وعن هوى النفس احتبس) أي امتنع عما تميل اليه نفسك من الباطل { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } النازعات : 40 .
ولما كان الاقرار بالربوبية مستلزما لثبوت العبادة لله تعالى دون غيره أخذ المصنف في بيان كيفية توجيهه العبادة لربه، فقال:
(93)(نعبده جل امتثال أمره سبحانه ونهيه وزجره)
(94)(فإن يشأ يرحمنا بفضله وإن يشأ عذبنا بعدله)
Sayfa 163