Tevfik Mutluluğu Tarihi
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Araştırmacı
د .أحمد زكريا الشلق
Yayıncı
دارالكتب والوثائق القومية
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
1426هـ /2005 م
Yayın Yeri
القاهرة / مصر
فلما كان ظهر ذلك اليوم تمكن سليمان بيك ومن معه من النزول إلى البر | وبعد تبادل إطلاق البنادق قليلا من الطرفين ، هجم المصريون وفي مقدمتهم | سليمان بيك على استحكامات العدو هجوم الأسود ودخلوها عنوة واستمر | القتال إذ ذاك بالسلاح الأبيض ودافع اليونانيون دفاع الأبطال لكن لم تفدهم | شجاعتهم شيئا ، بل تغلب المصريون عليهم بحسن انتظامهم وبديع صنعهم وبعد | قليل كانت لهم الغلبة ورفعوا العلم المصري على هذه الإستحكامات التي كان | يظن العارفون أن أخذها بعيد جدا لحصانة الموقع من أصله ولزيادة حفظه | | بالقلاع المسلحة بالمدافع الضخمة من جهة ، ولقرب نيران قلاع البلد إليه من | جهة أخرى ، فكان المهاجم له تحت نيران قلاع الجزيرة وقلاع البر المتبادلة
وبعد هذه الواقعة اشتهر صيت المصريين في جميع أنحاء اليونان وانتقل بسرعة | عظيمة إلى بلاد أوربا فاضطربت لذلك جمعيات محبي اليونان وأيقنوا أن كل ما | بذلوه من مال ورجال قد ذهب سدى أمام صفوف العساكر المصرية ، وأنهم أن | لم يستميلوا لهم الرأي العام الأوربي وتجتمع الدول الأورباوية على مساعدة | اليونان مساعدة مادية لا أدبية فقط أفل نجم اليونان ووقعوا تحت سلطة المسلمين | كما كانوا مدعين أنه لا يليق بل لا يجوز أن تكون أمة مسيحية تحت وطأة | المسلمين . ولعمري أن ذلك لمناف لمبادئ التمدن والحرية التي من دعائمها عدم | النظر إلى دين زيد أو اعتقاد عمرو بل النظر إلى أعمال كل منهما بقطع النظر | عن المعتقد فكم شاهدنا في التواريخ القديمة والحديثة أن المسلمين أحسنوا معاملة | رعاياهم من المسيحيين وغيرهم وقد رأينا أن الحروب قد استمرت أجيالا بين | الكاثوليك والبروتستانت ولم تزل قائمة في الروسيا بين الأرثودكس ومن عداهم | من الطوائف المسيحية وغيرها . ومع كل فليس الغرض من هذا الكتاب الخوض | في هذا الموضوع الذي لو أردنا فتح بابه لملأنا مجلدات ضخمة فالتاريخ مشحون | بما ارتكبه مسيحي أسبانيا ( الأندلس ) ضد المسلمين في عصر الملكة ( ازابلا ) .
هذا ولقد قتل في هذه الواقعة كثير من الفريقين وكان من قتلى اليونان | الأميرال ( تسومادس ) الذي آثر الموت على النجاة هربا كي لا يرى وقوع | بلاده في يد المصريين والكونت ( سانتاروزا ) الإيطالي وغيرهما من أبطال اليونان | والتجأ إثنان منهم وهما ( استارفوس ) و ( ساهنيس ) مع كثير من العساكر إلى | كنيسة هناك وجمعا فيها كمية عظيمة من البارود ثم أحرقاه فسقط البناء عليهم | وهلكوا عن آخرهم وجرح من الجيش المصري أمير الاى المشاة السادس وهو | سليمان بيك ولزم الفراش مكرها ولم يمكنه بذلك استمرار القتال . |
Sayfa 122